أما القول الثاني -وهو ما ذكر في هذه الأحاديث- فهو قول من الأقوال في معنى الآية، وإن كانت الآية بينها وبينه نوع مخالفة، فهو ينص في هذه الأحاديث على أن الله لما أخرج آدم مسح ظهره واستخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، والله تعالى قادر على كل شيء، ولا يُعجزه شيء، ولما استخرجهم عرضهم على آدم، فعرفهم وأخبره بأنهم ذريته، وأنهم سوف يُخلقون من صلبه وأصلاب أبنائه إلى يوم القيامة.
وفي بعض الروايات أن الله استخرج أهل الخير وقال:(هؤلاء للجنة خلقتهم وبعمل أهل الجنة يعملون، وهؤلاء خلقتهم للنار وبعمل أهل النار يعملون) ، فميزهم وهم في صلب آدم، وبيَّن مَن هم السعداء ومَن هم الأشقياء، وعلم أهلَ الجنة مِن أهل النار، وعلم من يعمل لهذه ومن يعمل لهذه.