الفلاسفة لا يؤمنون باليوم الآخر، وعندهم أنه لا حقيقة للبعث، ولا حقيقة لانقضاء الدنيا، بل من معتقدهم أنه ليس هناك بعث ولا نشور، ولا حياة للأجساد، ولا جمع لها بعد أن تتفتت، ولا إعادة للأرواح إليها، وليس هناك جنة ولا نار يثاب بهذه ويعاقب بهذه، بل ليس عندهم مبدأ، والعالم هذا لم يزل موجوداً منذ القدم، ولم يسبق بعدم، ويكذبون بخلق آدم، ويقولون: ليس هناك شخص اسمه آدم خلق من تراب، بل هذا الخلق وهذا الوجود وهذه الأرض قديمة ما سبقت بعدم، هذه عقائد الفلاسفة، فهم كذبوا خبر الله تعالى، وكذبوا أخبار الرسل وكذبوا ما جاءت به، فخالفهم بذلك أهل السنة وأقروا بها على ما جاءت به، وأخذوا تفاصيلها عن الرسل الذين جاءوا بهذه الشرائع وقبلوها كما جاءت، وصاروا بذلك أحق باتباع الرسل.