معناه أن الله تعالى علم السعيد والشقي، ولكن قد يعمل الإنسان بعمل أهل الخير ثم يرتد في آخر عمره، ويكون من أهل الشر، حيث إن الله كتب عليه الشقاوة، وبالعكس: قد يحيا الإنسان مع أهل الكفر ويمضي عمره كله على الكفر والضلال، ثم يأتيه الله قرب الموت فيموت وقد اهتدى، وقد ذكروا أن الأصيرم من الأنصار، كان على دين قومه المشركين، ولم يسلم إلا قبيل معركة أحد، فأسلم ودخل المعركة واستشهد مع من استشهد، فجعله النبي صلى الله عليه وسلم من الشهداء ودعا له.
هذا توفي هو ولم يصل لله ركعة، ولكنه أسلم إسلاماً يقينياً وجاهد في سبيل الله، وضده رجل كان يظهر أنه مسلم، ويجتهد في الأعمال، ولما حضر المعركة قاتل قتالاً شديداً حتى قتل ستة أو سبعة، فلما ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم قال:(إنه من أهل النار) ، فختم له بخاتمة سيئة، وهو أنه لما أحس بالألم قتل نفسه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار) ، وبالعكس أيضاً، فالأعمال بالخواتيم، والإنسان عليه أن يسأل الله حسن الختام؛ وذلك لأنه إذا ختم له بخاتمة حسنة انتهت بها حياته كان من أهل السعادة، فإذا استمر على العمل السيئ حرم الخير، وختم له بعمل الشقاوة والعياذ بالله.