خروج العبد من الإيمان إذا جحد شيئاً من أركان الإيمان
قال الشارح الإمام ابن أبي العز رحمنا الله تعالى وإياه: [قوله: (ولا يخرج العبد من الإيمان إلا بجحود ما أدخله فيه) يشير الشيخ إلى الرد على الخوارج والمعتزلة في قولهم بخروجه من الإيمان بارتكاب الكبيرة.
وفيه تقرير لما قال أولاً: لا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب، ما لم يستحله.
وتقدم الكلام على هذا المعنى] .
قد تقدم أن الخوارج يكفرون بالذنب، ويقولون: إذا عمل الإنسان ذنباً وأصر عليه صار داخلاً في الكفر خارجاً من الإيمان، وأما المعتزلة فإنهم يخرجونه بالذنب من الإيمان، ولكن لا يدخلونه في الكفر، بل يجعلونه في منزلة بين الكفر والإيمان، والكل على خطأ، والصواب ما قاله الطحاوي من أنه لا يخرجه من الإيمان إلا الجحد بما أدخله فيه، فالذي أدخله في الإيمان هو الإيمان بالله، والإيمان بالبعث، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالرسل والكتب، فإذا جحد مثل هذه الأشياء خرج من الإيمان، وأما ما دام أنه يؤمن بالله، ويعمل بطاعته، ويؤمن بالرسل، ويدين باتباعهم، ويؤمن بالكتب ويعمل بها، ويؤمن باليوم الآخر ويستعد له، فإنه لم يخرج من الإيمان، ولو قصر في بعض الأوامر، ولو ارتكب بعض النواهي، ولو أذنب بعض الذنوب، فذلك لا يوصله إلى الكفر.