سمعنا أن طائفة المعتزلة أنكروا أن يكون الله تعالى يخلق أفعال العباد، وجعلوا العبد هو الذي يخلق فعله، وجعلوا العباد هم الذي يهدون أنفسهم، ويضلون أنفسهم، وكذبوا بالنصوص الواردة في مثل إضافة الأفعال إلى الله تعالى، كقوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ}[النحل:٣٧] وكقوله تعالى: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}[الزمر:٢٣] ، {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ}[الزمر:٣٧] .
وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الحاجة:(من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له) ، أي: أن الله هو الذي هدى هذا وأقبل بقلبه إلى الخير، وأضل هذا وصرفه إلى الشر، وله المنة والنعمة على المهتدين، وهو العادل في صرف هؤلاء المعتدين الظالمين، ولكن ما عذبهم وهو ظالم لهم، ولو عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته أفضل من أعمالهم.