الزبير بن العوام قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم:(لكل نبي حواري، وحواريي الزبير) ، ولما ندب أصحابه في ليلة من ليالي الخندق فقال: من يذهب فينظر إلى المشركين ما فعلوا، فلم ينتدب إلا الزبير فبعثه وفدَّاه بقوله: فداك أبي وأمي.
والزبير من بني أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، وهو ابن عم خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، وهو أيضاً من المهاجرين الأولين، وله قرابة أخرى بالنبي صلى الله عليه وسلم، فهو ابن عمته صفية بنت عبد المطلب، وقد كان من المجاهدين الذين بذلوا أنفسهم في الجهاد في سبيل الله، وكان من الذين ثبتوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد، حتى فدَّاه بقوله:(ارمِ فداك أبي وأمي) .
قتل هو وطلحة في سنة ست وثلاثين في وقعة الجمل، لما خرجوا مع أهل الجمل وحصلت الوقعة التي حصلت بينهم وبين علي، فتبرأ علي ممن قتلهما.
وبكل حال فهم مجتهدون وإن حصل منهم هذا الاختلاف؛ لأنهم أرادوا بخروجهم تتبع قتلة عثمان -كما تقدم-، ولا شك أن هؤلاء الستة من أجلاء الصحابة رضي الله عنهم، وممن شهد لهم صلى الله عليه وسلم بالفضل وبالجنة.