يحكي لنا بعض الإخوان عن الموجودين في بعض البلاد العربية أنهم يأتيهم الإنسان الذي أصيبت امرأته مثلاً بخبال أو بجنون أو نحو ذلك، فيتركها تبيت عند هذا الولي، ويقول: إنه ولي ليس بمخوف عليها منه، ولكن ينقلون عن كثير من النساء أن هذا الولي يخلو بها وأنه يفعل معها الفاحشة الكبرى، وهو مع ذلك ولي كما يقولون، فلماذا؟ لأنهم في نظر العوام قد رفعت عنهم التكاليف، وقد أبيح لهم أن يفعلوا ما يريدون، فلا ينكر عليهم إذا زنى أحدهم، أو أخذ المال بغير حقه، أو انتهب أو قتل أو ترك الصلاة، أو فعل الفواحش والمنكرات، أو ما أشبه ذلك.
ويدعون أنهم قد وصلوا إلى حضرة القدس، وأنهم قد بلغوا الرتبة العالية، وقد سقطت عنهم التكاليف والأوامر؛ هذه صفات الولي عندهم.
ذكر لي بعض المشايخ أن هذا السيد البدوي الذي يعبد ويعظم في مصر وقبره من أشهر القبور، عرف عنه أنه دخل المسجد مرة والناس في صلاة الجمعة، فبال فيه قائماً والناس ينظرون، وخرج ولم يصل، فتبعوه وقالوا: هذا مجذوب، هذا قلبه عند ربه، وبعد ذلك صار يظهر لهم مثل هذه الأمور، وصار يعظم عندهم إلى أن مات فغلوا فيه، واعتقدوا فيه الشيء العظيم الذي لو قرأ أحدنا سيرته التي كتبت عنه، لرأى فضائح وفجائع تحزن كل ذي قلب سليم، وكم وكم من أمثال هؤلاء الذين إذا وصل أحدهم إلى تلك الرتبة، زعموا أنه مباح له أن يفعل ما يشاء حتى ولو مشى عرياناً، ولو سلب، ولو قتل ونحو ذلك.