للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تعريف الكرامية للإيمان]

هناك أقوال أخرى في الإيمان مرت الإشارة إليها، ولكنها أقوال باطلة، ومن هذه الأقوال: قول الماتريدية بأن الإيمان إنما هو العقيدة، وأن القول إنما هو من آثاره.

وأما الكرامية فالإيمان عندهم هو القول.

والكرامية هم أتباع محمد بن كرام، وكانوا في باب الإيمان بالصفات أقرب إلى أهل السنة، ولكن لهم قول في الإيمان غريب! وهو أن الإيمان هو القول، أي: هو الكلمة والتلفظ، ولازمه أن المنافقين عندهم مؤمنون؛ لأنهم إذا لقوا الذين آمنوا قالوا: آمنا، ومعنى هذا أنهم مؤمنون، حتى ولو كانوا إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا: إنا معكم! والله تعالى قد أثبت أن المنافقين كافرون في قوله: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا} [المنافقون:٣] ، {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} [النساء:١٣٧] هؤلاء هم المنافقون، فالمنافقون الذين يقولون بألسنتهم: آمنا؛ مؤمنون عند الكرامية! ولكن الكرامية يقولون: إنهم مع ذلك في النار؛ لأن الله توعدهم في قوله: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [النساء:١٤٥] ، وبالآيات التي فيها الوعيد الشديد لهم، فهم يقولون: إنهم في النار، وقولهم: آمنا غير عاصم لهم عن العذاب، وبكل حال فقد جعلوهم مؤمنين، وهذا قول خاطئ.