المبتدعة جعلوا عقولهم ميزاناً وهي مضطربة، فإن بعضهم ينكر صفة ويبقى على إنكارها عشرين سنة أو ثلاثين، ثم بعد ذلك يرجع فيقر بها، فيقال: هل نبت لك عقل جديد حيث أقررت بها بعد الإنكار وادعائك أن العقل هو الميزان في الأول والآخر؟ وكذلك بالعكس، يقر بعضهم بالصفات ثم في الأخير ينكرها، وهو شخص واحد، وكذلك التفاوت بينهم كبير، قد يكون اثنان تلميذين لشيخ واحد، أحدهما يقول: إن العقل يثبت الرؤية-مثلاً- والآخر ينكرها، وهذا أيضاً يقول: إن العقل يثبت العلو، والآخر يقول: إن العقل ينكر العلو.
وهما أخوان، فيعرف بذلك أن العقول ليست ميزاناً للشريعة، وإنما الميزان هو الكتاب والسنة.