هل ثبت أنه كان المجوس أصحاب كتاب ثم رفع عنهم، وهل ورد ذلك في السنة أو في التاريخ؟ وهل يؤخذ بهذا القول؟ ولماذا أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم من مجوس هجر الجزية التي لا تؤخذ إلا من أصحاب كتاب؟
الجواب
ورد ذلك في حديث عن علي أنه كان لهم كتاب، وأن أحد ملوكهم وجد يفجر بأمه أو ببعض محارمه، ثم إنهم لما أرادوا إقامة الحد عليه، احتج عليهم بأن آدم زوج أولاده بعضهم ببعض ذكورهم بإناثهم، وقال: نحن على شريعة آدم.
فلما فعل ذلك رفع كتابهم، ولكن الحديث في ذلك عن علي لم يصح، أشار إليه الشافعي في مسنده والطيالسي كذلك، ولكن لم يثبت هذا الحديث.
وأما كون الجزية أخذت منهم فتؤخذ منهم لكونهم دولة وأمة على شريعة أو على دين يدعون أنهم عليه أصلاً وإن لم يكن لهم كتاب سابق، ومع ذلك فقد ذهب بعض العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية إلى جواز أخذ الجزية من كل المشركين، وأنه ليس خاصاً بأهل الكتاب، وما دام الأمر كذلك فإن المجوس من جملة المشركين الذين تؤخذ منهم كغيرهم.