أما النوع السابع من الشفاعة، وهو آخر الشفاعات الخاصة به صلى الله عليه وسلم؛ فهو الشفاعة في قوم استحقوا النار ودخلوها بأن يُخفف عنهم من عذابها.
ومن ذلك شفاعته لعمه أبي طالب أن يخفف الله عنه من العذاب، ذكر في الحديث أنه يستحق أن يكون في الدرك الأسفل من النار؛ لأنه عرف التوحيد ولكنه لم يقبله، وعرف صدق النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يتبعه، ولكن بسبب نصرته للنبي صلى الله عليه وسلم وحياطته له، وبسبب أنه مكَّنه من أن يدعو إلى الله وقال له: اجهر بما تريد فأنا أنصرك، فنصره وآواه حتى بلغ الرسالة، ولم يتجرأ المشركون على النيل من النبي صلى الله عليه وسلم في حياة أبي طالب، فبسبب نصرته خُفِّف عنه العذاب، فأصبح في ضحضاح من نار.
ولكن ليس ذلك بهيِّن، بل قد ذكر أن ذلك الضحاح يغلي منه دماغه، ويرى أنه لا أحد أشد منه عذاباً وهو أخفهم، وقد ورد:(أخف أهل النار من يكون له شراك من نار يغلي منه دماغه) ، والشراك: السير الذي تربط به النعل، فهو سير من النار في رجله، ومن شدة حرارته يحمى جسده كله، حتى إن دماغه يكون له غليان من شدة حره، وما يرى أن أحداً أشد عذاباً منه وإنه لأخفهم.