[الصلاة على الجنازة دليل على انتفاع الميت بعمل الحي]
وتقدمت الأدلة في الدعاء للميت، فمنها: الدعاء في الصلاة عليه، ففي سنن أبي داود بسند صحيح، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء) أي: ادعوا له وأنتم صادقون بالدعوات الجامعة.
وفي صحيح مسلم وغيره حديث عوف بن مالك:(أنه صلى الله عليه وسلم صلى على ميت، يقول عوف: فحفظت من دعائه قوله: اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله.
يقول عوف: حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت؛ لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم له) ، وهذا تعليم منه لأمته أن يدعوا بمثل هذه الدعوة وإن لم تكن معينة مخصصة، بل يدعون بها وبما يماثلها، ولو كان ذلك لا ينفع الميت لم تشرع هذه الصلاة التي هي صلاة الجنازة.
وكذلك بعد الموت وبعد الدفن، فقد جاء أنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر أصحابه أن يسألوا له التثبيت، ويقول:(إنه الآن يسأل) ، فيقولون: اللهم ثبته بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، أو اللهم ثبته عند اللقاء، وما أشبه ذلك، فدل على أنه ينتفع بذلك.