للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شرح معنى قوله: (وأما التوحيد فستروا تحته القول بخلق القرآن)]

السؤال

نرجو من فضيلتكم توضيح معنى قول الشارح: [وأما التوحيد فسَتَرُوا تحته القول بخلق القرآن، إذ لو كان غير مخلوق لزم تعدد القدماء، ويلزمهم على هذا القول الفاسد أن علمه وقدرته وسائر صفاته مخلوقة أو التناقض] ؟

الجواب

يتكلم الشارح عما يعتقده المعتزلة، وذكرنا أن أول أصولهم: التوحيد، فيقولون: نحن نقول بالتوحيد، وهو أنه ليس لله إلَّا ذات، فلا نقول: إن الله متكلم، ولا نقول: إن القرآن كلام الله، بل القرآن مخلوق، كما أن الإنسان مخلوق، والسماء مخلوقة، والأرض مخلوقة، والجبل مخلوق، فالقرآن مخلوق! لماذا تقولون: إن القرآن مخلوق؟! يقولون: لئلا يلزم تعدد القدماء، إذا قلنا: كلام الله قديم، وذات الله قديمة، صار عندنا قديمان، فنقول: ذات الله قديمة فقط، والقرآن حادث ومخلوق.

هكذا قالوا! فالتوحيد عندهم: إنكار كلام الله، وإنكار صفات الله.

أما الرد عليهم فسمعنا كلام الشارح حيث يقول: يلزمكم أن تقولوا: إن الله مخلوق، وحياته مخلوقة، وسمعه وبصره مخلوقان، فتجعلون لله تعالى في ذاته ما هو مخلوق، وهذا لازم لهم لا محيد لهم عنه.