[أدلة الرافضة في تفضيل آل البيت والطعن في الصحابة]
ثبت لـ علي رضي الله عنه فضائل كثيرة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم مثل قوله (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) ، ولكن الرافضة بلا شك لم يقنعوا بذلك بل صاروا يزيدون، فصارت مجتمعاتهم التي يجتمعون فيها لا يتذاكرون فيها إلا فضائل علي، فلا يرون من يقتنع بقولهم فيكذبون أكاذيب، وحديث غدير خم الذي يجعلونه عيداً لهم جاء فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي) وقال: (إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي) هذا هو الثابت (أذكركم الله في أهل بيتي) ، وقوله:(إني تارك فيكم كتاب الله وعترتي) ولكن ما اقتصروا عند هذا، بل صاروا يضيفون إليه حتى ألفوا كتباً في هذا الحديث، وجعلوه بألفاظ عديدة، فقالوا إنه قال:(من كنت مولاه فـ علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) ، وذكروا في أكاذيبهم أن علياً مكتوب اسمه على قائمة العرش، وأنه ممن خلقه الله وقرنه باسم محمد أو فضله على خلقه، وأنه وزوجته مكتوبان في غرف الجنة كلها، وأنه وأنه إلى غير ذلك من الأكاذيب التي يلفقونها، وهذه الأكاذيب التي يكذبونها ويروجونها إذا سمعها تلامذتهم وإذا سمعها أحبابهم أخذوا يروونها، وإذا سمعها الآخرون فماذا يقولون؟ لا شك أنهم يقولون: كيف تكون هذه مزاياه؟ وكيف تكون هذه فضائله؟ ومع ذلك يتقدم عليه غيره، ويكون غيره أفضل منه؟ وكيف قدم عليه أبو بكر وعمر وعثمان؟ بل كيف فضل عليه فلان وفلان؟ لابد أن يكون هو الأفضل، وهو الإمام، فلما أنهم سمعوا تلامذتهم ومن كان حولهم يتكلمون بهذا أرادوا أن يشككوهم فقالوا: هلم فلنكذب أكاذيب نشكك بها تلامذتنا حتى لا ينكروا علينا ما نحن فيه، فكذبوا أكاذيب لفقوها ورموا بها أبا بكر وعمر وعثمان وبقية الصحابة، وادعوا أنهم مغتصبون وخونة، وادعوا أنهم ظلمة، فامتلأت الرافضة بالسب والكذب على هؤلاء الصحابة، أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان، سببها ومبدأ أمرها التشكيك بأتباعهم حتى لا ينكروا عليهم، ولما اشتهرت هذه الأكاذيب فيما بينهم اعتقد تلامذتهم كفر أئمة الصحابة، واعتقدوا أن الصحابة ليسوا على هدى، حيث إنهم بايعوا غير الإمام الحق، وخلعوا الإمام الحق من إمامته وهو علي، وبايعوا أبا بكر وهو مغتصب ظالم، ثم بايعوا أيضاً عمر وهو ظالم ليس له حق، فجعلوهم بذلك مرتدين، وأبطلوا بذلك فضائلهم التي رواها أئمة الصحابة، وخرجت في الصحيحين وغيرها، وقالوا: إن فضائلهم التي وردت في القرآن بطلت بمجرد ردتهم، وأنهم ارتدوا بعد موت محمد صلى الله عليه وسلم، فما هي ردتهم على قول هؤلاء؟ ردتهم أنهم منعوا علياً من حقه، فمنعوه أن يكون هو الإمام، وبايعوا مغتصباً ظالماً هو أبو بكر، هكذا أقوالهم، وهكذا رسخت هذه العقيدة في نفوسهم، وتوارثوها، وأخذوا يتناقلون هذه الأكاذيب، فصاروا ينقلون فضائل علي ويبالغون فيها، وكذلك فضائل الحسن والحسين وابن الحنفية وزين العابدين وأولادهم وأولاد أولادهم، ويكذبون لأجل فضائلهم أكاذيب لا تليق بعاقل ولا يصدقها ذو عقل سليم، ولو قرأتم في كتبهم التي يروونها لعجبتم كيف يصدقون بهذه الأكاذيب! وكيف تروج عليهم! ولكن سلبت عقولهم، فلأجل ذلك يذكر بعض العلماء أنهم ليس لهم عقول، وأن الرافضة قوم لا خلاق لهم، فلا يصدق بتلك الأكاذيب إلا من طمست بصيرته، والردود التي ردت عليهم لو قرأتموها لعجبتم كيف يصدقون بهذه الأكاذيب! ولا يزالون على هذا المعتقد إلى هذا اليوم وللأسف؛ على الرغم من تفتح الناس وتبصرهم، ولا يزالون يروون ويتناقلون في كتبهم تلك الأكاذيب، ويؤولون عليها الآيات القرآنية.
ذكر بعض الإخوان أنه اطلع على تفسير كبير عندهم موجود في العراق وفي إيران -وهو تفسير لأحد أئمتهم- فقرأ في قول الله تعالى:{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ}[الرحمن:١٩] فذكر أن البحرين في قوله: (مرج البحرين يلتقيان) هما علي وفاطمة و (يلتقيان) يعني: في النكاح، وقوله:{يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ}[الرحمن:٢٢] اللؤلؤ والمرجان هما الحسن والحسين اللذان خرجا من علي وفاطمة، هكذا راجت هذه الأكاذيب.
وفسروا قول الله تعالى:{يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوت}[النساء:٥١] فقالوا: (الجبت) هو أبو بكر، و (الطاغوت) هو عمر، قاتلهم الله أنى يؤفكون! وفسروا قوله تعالى:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}[المسد:١] فقالوا: (يدا أبي لهب) هما: أبو بكر وعمر.
وقوله:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً}[البقرة:٦٧] قالوا: البقرة التي أمروا أن يذبحوها هي عائشة بنت أبي بكر وهذه كلها أكاذيب، لكن كيف راجت عليهم؟ راجت عليهم لأنهم سلبوا المعرفة، فما زال غلاتهم على هذه العقيدة، وما زالوا مصرين عليها.