للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وقال : "اتَّقُوا فرَاسَةَ المُؤمِنِ" (١)، والفراسة شيء يقع في القلب بلا نظر في حجّة.

وقال لِوَابِصَةَ وقد سأله عن البر والإِثم: "ضَعْ يَدَكَ عَلَى صَدْرِكَ، فَمَا حَاكَ فِي قَلْبِكَ فَدَعْهُ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوكَ".

فقد جعل شهادة قلبه بلا حجّة أولى من الفتوى.

وقال : "قَدْ كَانَ فِي الأُمَمِ مُحَدّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ فِي هَذِهِ الأُمةِ، أَحَدٌ فَهُوَ عُمَرُ" (٢).

وعن أبي بكر : ألقى في روعى أن ذا بطن بنت خارجة جَارِية، والإلقاء الإلهام، وأطال في ذلك.

ثم قال: فثبت أن الإِلهّام حقّ، وأنه وحي باطن إلا أن العبد إِذا عصى ربه، وعمل بهواه حرم هذه الكرامة، واستولى عليه وحي الشيطان، فهذه حجج أهل الإلهام.

أما حجّة أهل السّنة فقوله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [البقرة: الآية ١١١].


(١) أخرجه الترمذي (٤/ ١٣٢) رقم (٥١٣٣)، والطبري في "تفسيره" (١٤/ ٣١)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (٤/ ٣٥٤)، والعقيلي في "الضعفاء" (٤/ ١٢٩)، وأبو نعيم (١٠/ ٢٨١)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (٧/ ٢٤٢)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (٣/ ١٤٦) من طريق عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٢٦٨) وقال: رواه الطبراني، وإسناده حسن.
كما أورده السيوطي في "اللآليء" (٢/ ٣٣٠) وقال: فإنه بمفرده على شرط الحسن، وعبد الله بن صالح لا بأس به.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" (١٤/ ٤٦ - ٤٧) وأبو نعيم في "الحلية" (٤/ ٨١) من حديث ثوبان.
ولفظ ابن جرير: احذروا فراسة المؤمن؛ فإنه ينظر بنور الله.
(٢) أخرجه أحمد (٦/ ٥٥)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (٢/ ٢٥٧)، وابن أبي عاصم في "السنة" (٢/ ٨٣ هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>