للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

لو لم يطلبها قبل ضبطه، لم يأمن فوات ما يَرْجِيهِ، وضياع الوقت فيما لا يعنيه؛ [وبتلك] (١) الجهة يؤخذ تعريفه بالحد أو الرسم (٢).

"وفائِدَتُهُ": ثانيها؛ ليخرج عن العَبَثِ.


= علم كانت مسائله المطلوبة فيه بالبرهان مبادئ علم آخر تؤخذ فيه مسلمة، فيتوقف الثاني على الأول، سمي الأول أعلى وكليًّا للثاني والثاني أسفل وجزئيًّا للأول، كعلم الحساب مع علم الفرائض وكالمنطق مع الكلام، فلو توقف علم على ثانٍ، وثان على ثالث، كان المتوسط أعلى وكليًا باعتبار ما تحته، وأسفل وجزئيًّا باعتبار ما فوقه.
وأما الاستمداد؛ فلأنه يُعَرِّفُ مراتب العلوم فيطلع على ما حقه أن يُقدَّمَ في الطلب، وما حقه أن يؤخر، وهو الحامل على معرفة النسبة.
وأما الفضيلة؛ فلأن معرفتها من دواعي الإقبال، ونشاط الطالب فيسهل عليه الطلب، وفضيلة كل علم بحسب شرف معلومه وفائدته.
وأما حكم الشارع فلأن الطالب مع جهله ربما يقع في ممنوع أو مكروه، فإذا أعلمه أحجم، أو يعرض عن واجب أو مندوب، فإذا علمه أقْدَمَ.
وأما الاسم؛ فلأن ما لا يُعْرَفُ اسمه، قالوا: لا يحسن طلبه.
وأما المسائل، فهي القضايا التي يطلب في ذلك العلم نسبة محمولاتها إلى موضوعاتها بالبرهان، وهي نفس العلم، فلا يصح عدها من المبادئ، وإنما الذي من المبادئ ضبطها بوجه إجمالي، لتقوي البصيرة في طلبها. ينظر النشر الطيب ١/ ٢٣٤ وما بعدها.
(١) سقط في أ، ب، ت.
(٢) التعريف إما أن يكون بالذاتيات فقط، وهو الحدّ، وإما أن يكون بالذاتيات والعرضيات، أو بالعرضيات فقط، وهو الرسم:
١ - فالحد التام: هو ما كان بالجنس والفصل القريبين، مثل تعريف الإنسان بأنه حيوان ناطق.
ويستحسن ترتيب الجنس والفصل، بأن يكون الجنس أولًا والفصل ثانيًا، بل لقد أوجب بعض العلماء ذلك.
٢ - الحد الناقص. هو ما كان بالفصل القريب وحده، أو به مع الجنس البعيد، مثل تعريف: "الإنسان" بأنه ناطق أو تعريفه بأنه جسم ناطق أو كائن ناطق.
٣ - والرسم التام: هو ما كان بالجنس القريب والخاصة مثل تعريف الإنسان بأنه: حيوان ضاحك.
٤ - والرسم الناقص: هو ما كان بالخاصة فقط، أو بها مع الجنس البعيد مثل تعريف الإنسان بأنه: كاتب أو جسم كاتب. ينظر حاشية الملوي على السلم ص ٨١، والمرشد السليم في المنطق الحديث والقديم ٧٧، ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>