قلت: ذلك احتمال المتعلق في نفس الأمر بالنسبة إلى الحاكم أن يحكم فيه بالنقيض، وذلك بأن يكون الواقع فيه نقيضه أو هو، ولا يكون ثمَّ موجب من حسٍّ أو ضرورة أو عادة توجب الحكم، فإن الاعتقاد عن تقليد أو شبهة لا يمتنع ألا يحصل فيه الجزم الذي اتفق لا بموجب، بل يحصل اعتقاد نقيضه، ثم ذكر أنه قد علم بهذا التقسيم حدودها؛ أي حدود كلِّ واحد من الظنِّ والعلم. وقسيمتهما بأن يقال: العلم ما عنه الذكر الحكمي الذي لا يحتمل متعلقه النقيض بوجه، والظن ما عنه الذكر الحكمي الذي يحتمل متعلقه النقيض عند الذاكر لو قدّره إذا كان راجحًا وعليه فقس. ينظر: شرح المقدمة (٨) خ. (١) في أ، ج، ح: ينشأ. (٢) في ت: وهي. (٣) في ت: وكذلك. (٤) في ت: معنى. (٥) لما فرع عن حد العلم أراد أن يعرف الظن فذكر تقسيمًا يعرف منه الظن، وغيره؛ ليكون أتم فائدة. (٦) في ت: صدر. (٧) والذكر الحكمي هو الكلام الخبري الدال على معنى الخبر أعم من أن يكون كلامًا تخيليًا أو لفظيًا، وما عنه الذكر الحكمي هو مفهوم الكلام الخبري.