للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَلَوْ سُلِّمَ؛ فَيَصِحُّ إِطْلَاقُ الْعَرَبِيِّ عَلَى مَا غَالِبُهُ عَرَبِيٌّ؛ كَشِعْرٍ فِيهِ فَارِسِيَّةٌ وَعَرَبِيَّةٌ.

ممنوع؛ فقد نصّ الشَّافعي على أنه لا يحنث، وهو ما ذكره (١) الشيخ أبو حامد، والمحاملي (٢) ولا نعرف (٣) فيه خلافًا، وقضية هذا الحكم أن يكون علمًا أو اسمًا للمجموع.

ومن عجائب الإمام الرازيِّ قوله: إن القرآن اسم للمجموعِ، مع قوله: إنه يحنث بالبعض؛ وذلك لا يلتئم.

وأعجب منه استدلالُهُ على أنه اسم للمجموع؛ بالإجماع على أن الله لم ينزل [إلا] (٤) قرآنًا واحدًا.

قال: ولو كان صادقًا على كل جزء (٥)، لما كان واحدًا، وهو عجيبٌ؛ لأن المطلق لا يدلّ على وحدةٍ. ولا (٦) تعدّد.

وأعجب منه قول آخرين: لو لم يكن اسمًا للمجموع، لما حَرُمَ على الجنب قراءةُ البعض؛ أفخفي عليهم أن ذلك لقوله : "لَا تَقْرَأُ الْحَائِضُ وَلَا الْجُنُبُ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ" (٧).

قال: "ولو سلَّم" أن الضمير في ﴿أنزلناه﴾ للقرآن، فلا يخرج عن كونه عربيًّا بوقوع هذه الألفاظ فيه؛ "فيصح إطلاق" اسم "العربي على ما غالبه عربي؛ كَشِعْرٍ فيه فارسية وعربية"؛ فإنه


(١) في أ، ب، ت، ج: ذكر.
(٢) أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الضبي، أبو الحسن المحاملي البغدادي، أحد أئمة الشافعية، ولد سنة ٣٦٨ هـ، أخذ الفقه على الشيخ أبي حامد الإسفراييني، وكان غاية في الذكاء والفهم، وبرع في المذهب، وله مصنفات كثيرة في الخلاف والمذهب، ومن تصانيفه "المجموع"، و"المقنع"، وكتاب "رءوس المسائل" مات سنة ٤١٥ هـ. ينظر: طبقات ابن قاضي شهبة ١/ ١٧٤، وتاريخ بغداد ٤/ ٣٧٢، والنجوم الزاهرة ٤/ ٢٦٢.
(٣) في أ، ب، ت، ح: يعرف.
(٤) سقط في أ، ب.
(٥) في ت: خبر.
(٦) في ب: وإن.
(٧) أخرجه الترمذي ١/ ٢٣٦، وفي الطهارة، باب ما جاء في الجنب والحائض أنهما لا يقرآن القرآن (١٣١)، وابن ماجة ١/ ١٩٥، في كتاب الطهارة وسننها، باب ما جاء في قراءة القرآن على غير طهارة. ١/ ٥٩٥، والبيهقي ١/ ٨٩، وفي إسناده إسماعيل بن عباس روايته عن الحجازيين ضعيفة، وهذه منها؛ إذ أن شيخه وهو موسى بن عقبة ليس من الشاميين. وللحديث طرق أخرى منها: ما أخرجه الدارقطني في سننه ١/ ١١٧، (٥) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر … وقال الشيخ شاكر في تعليقه على سنن الترمذي ١/ ٢٣٨، على هذا الإسناد: إسناده صحيح. وبذلك صح الحديث، والحمد لله.

<<  <  ج: ص:  >  >>