للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمَدْخُولِ بِهَا؛ يَعْنِي يَقَعُ الثَّلَاثُ، وَلَا يَنْوِي فِي التَّأكِيدِ.

المدخول بها؛ يعني (١): يقع" عليها "الثلاث، ولا يَنْوِي"؛ - أي: ولا تُقْبلُ (٢) منه نِيَّته "في" إرادة "التأكيد"؛ كما لا تقبل إرادته التأكيد في (ثم).

والمحفوظ عن مالك؛ أن في النَّسَق بالواو إشكالًا.

قال ابن القاسم (٣): ورأيت الأغلب على رأيه أنها مثل (ثم)، ولا ينوي.

والمصنِّف جرى على مختاره في مَذْهَبِهِ.

وأما نحن، فالصَّحيح من مذهبنا وقوعُ واحدةٍ فقط؛. لأنها تَبِينُ بالأولَى؛ فلا يقع ما بعدها؛

قال أصحابنا: وإنما سبق وقوعه؛ لأنَّهُ تكلّم به على وجه الإيقاع؛ من غير أن يربطه برابط، أو يعلِّقه (٤) بشيءٍ ما.

والموجود منه ثلاث إيقاعاتٍ متوالية، لا تعلُّقَ لبعضها ببعض، وحظ (الواو) هنا مطلق العطف، فصارت قضية الكلام الأولِ الوقوعَ من غير إبطاءٍ (٥) ولا مهلة، وإذا وقع، لم يُصادِف الثاني والثالثُ إلا بائنًا، لا يلحقها طلاق، ويخالف: أنت طالق ثلاثًا؛ لأن ثلاثًا بيانٌ للأول.


= يقال: إنه تقع الثلاث في صورة الواو؟ أجيب عنه بأن مالكًا قال: إنه تقع الثلاث بـ "ثم" في صورة المدخول بها، ولم يعتبر نيته في التأكيد؛ أي لم يحمل على التأكيد إذا قال الزوج: أردت به التأكيد، كما يقع الثلاث بالواو في صورة المدخول بها، ولم يعتبر نيته في التأكيد، فتكون الواو بمنزلة ثم في صورة المدخول بها في عدم اعتبار نية التأكيد بها لا في صورة غير المدخول بها؛ فلم يلزم عدم وقوع الثلاث بالواو في غير المدخول بها. هذا مذهب مالك.
(١) في حاشية ج: قوله: يعني يقع الثلاث … إلخ يعني أن مراد الإمام أنها مثله ثم في الحكم لا في المعنى اللغوي؛ لأن غرض المجتهد في اجتهاده إنما هو الحكم الشرعي لا المعنى اللغوي.
قوله: "ولا ينوي … أي: لأن التأكيد خلاف الظاهر، ومثله لا يعتبر فيه النية".
(٢) في ت: يقبل.
(٣) عبد الرحمن بن القاسم العُتقي: الإمام المشهور يكنى أبا عبد الله. وهو عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة. ولد سنة ١٣٢ هـ. روي عن مالك، والليث وغيرهما، روى عنه سحنون وغيره كثير، وخرج عنه البخاري في صحيحه: قال الدارقطني: هو من كبار المصريين وفقهائهم، رجل صالح مُقِلٌّ متقن حسن الضبط. قال الحارث بن مسكين: كان في ابن القاسم: العلم والزهد والسخاء والشجاعة والإجابة، وله سماع من مالك: توفي سنة ١٩١. ينظر: الديباج ١/ ٤٦٤ - ٤٦٩، والمدارك ٤٤٣، ٤٤٧، وشجرة النور ١، ٥٨.
(٤) في ب، ت: معلقه.
(٥) في أ، ب، ج: انتظار.

<<  <  ج: ص:  >  >>