نفسي الفداء لأقوام هموا خلطوا … يوم العروبة أورادًا بأوراد وأول من سماه الجمعة كعب بن لؤي، وهو أول من جمع الناس بـ "مكة"، وخطبهم وبشرهم بمبعث النبيّ ﷺ. بيانُ مَوْضِع فَرضيَّتَها وأول من أقامها: فرضت بـ "مكة المشرفة" ليلة الإِسراء، ولم تقم بها؛ لقلة المسلمين، وخفاء الإِسلام، وأول من أقامها أسعد بن زرارة بـ"المدينة الشريفة" قبل الهجرة بـ: نقيع الخضمات على ميل من المدينة في حي بني بياض. ونقل عن الحافظ ابن حجر أنها فرضت بـ "المدينة"، ويمكن حمله على استقرار الوجوب، لزوال العذر الذي كان قائمًا بهم. والعذر: هو عدم بلوغ العدد عنده ﷺ .. أو لأن من شعارها الإِظهار، وقد كان ﷺ بـ"مكة" مستخفيًا، وهذا أقرب. من شروط الجمعة أن يكون العدد أربعِين: فلا تنعقد بأقل من أربعين عند الشَّافعي وبه قال أحمد واختلف رواية الأصحاب عن مالك، فمنهم من روي عنه مثل مذهبنا، ومنهم من روي عنه أن الاعتبار بعدد .. يعد بهم الموضع قرية. وقال أبو حنيفة: تنعقد بأربعة؛ لأنه عدد يزيد على أقل الجمع المطلق، وعن الأوزاعي وأبي ثور - وهو قول لأحمد - أنها تنعقد بثلاثة؛ لأنه يتناوله اسم الجمع، فانعقدت به الجماعة، كما لأربعين. وقال ربيعة: تنعقد باثني عشر رجلًا، لما روي عن النبيّ ﷺ أنه كتب إِلى مصعب بن عمير في المدينة، فأمره أن يصلي الجمعة عند الزوال ركعتين، وأن يخطب فيهما، فجمع مصعب بن عمير بـ "المدينة" في بيت سعد بن خيثمة. باثني عشر رجلًا، =