للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالُوا: الْحَوَامِلُ المُقَدَّرَةُ كَثِيرَةٌ، وَلِذلِكَ لَمْ يَنْقُلِ النَّصَارَى كَلَامَ المَسِيحِ فِي الْمَهْدِ.

وَنُقِلَ انْشِقَاقُ الْقَمَرِ، وَتَسْبِيحُ الْحَصَى، وَحَنِينُ الْجِذْعِ وَتَسْلِيمُ الْغَزَالَةِ، ........

الشرح: "قالوا: الحوامل المقدّرة" التي سببها قد لا يقع نقل مثل ذلك "كثيرة"، فَرُبّ غرض (١) يحمل على كِتْمَان ما جرى؛ "ولذلك لم ينقل النَّصَارى كلام المَسِيح في المَهْدِ" مع غَرَابَتِهِ، وتوفر الدواعي على نقل مثله، "ونقل انْشِقَاقِ (٢) القمر (٣)، وتسبيح ..........


(١) في ب: عرض.
(٢) في ب: اشتقاق، وهو تحريف.
(٣) قال الله : ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾ [سورة القمر: الآية ١] أي وقَع انشقاقُه، ويؤيده قول الله بعد ذلك بآية: ﴿يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ﴾ [سورة القمر: الآية ٢]؛ فإنَّ ذلك ظاهر في أن المراد وقوعُ انشقاقه؛ لأنَّ الكفار لا يقُولون ذلك يَوْم القيامة، وإذا تبيَّن أَنَّ قَوْلَهُمْ ذلك إِنَّما هو في الدُّنْيا يتبيَّن وقوع الانشقاق، وأنه المراد بالآية التي زعموا أَنَّها سِحْرٌ.
وفي صحيح البخَاريِّ عَنْ عَبْد الله بن مَسْعُود، وكان يقول: خمْسٌ قد مضين: الروم، واللزوم، والبطشة، والدُّخَان، والقَمر، وقد وَرَدتْ قِصَّةُ انشقاق القمر من حديث ابن مسعود، رواه الإمام أحمد والشيخان والبيهقي وأبو نُعيم من طرق عن ابن عُمَر، ورواه الشيخان والبيهقي عن جُبَيْر بن مُطْعم، ورواه الإمام أحمد والترمذي وابن جرير والحاكم والبيهقي عن حذيفة بن اليمان، ورواه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وأبو نعيم ببعض هذه القصة عن ابن عباس، ورواه الإمام أحمد والشيخان وابن جرير وأبو نعيم من طرق عن أنس بن مالك، ورواه الإمام أحمد والشيخان وأبو نعيم من طرق متقاربة المعنى أدخلت بعضها في بعض عن أهل مكة قال ابن عباس كما عنْد أبي نُعيم: اجتمع المشركون على عهد رسول الله منهم الوليد بن المغيرة وأبو جهل بن هشام والعاصي بن وائل والأَسْود بن عبد يغوث والأسود بن عبد المطلب والنضر بن الحرث ونظراؤهم، فسألوا رسول الله أن يُرِيَهُمْ آيَةً، وقَالُوا: إِنْ كُنْت صَادِقًا فَشُقَّ لَنَا القَمر فرْقَتَين نِصْفًا على أبي قُبَيْس ونصْفًا على قعيقعان وفي لفظ: حتى رَاوَحوا من بينهما قَدْرَ ما بين العَصْر إلى اللَّيْل، فقال رسول الله : "اشْهَدُوا"، فنظر الكفَّارُ ثم مالوا بأبْصارهم فمحوها، ثم أَعَادوا النَّظر فنظروا ثم مَسَحوا أعْيُنهم ثم نَظَروا فقالوا: سَحَر محمدٌ أعيننا، فقال بعضُهم لبَعْضٍ: لَئن كان سَحَرَنا، فإنه لا يستطيع أَنْ يَسْحَرَ النَّاس كُلَّهم، فانظروا إلىٍ السُفَّار، فإنْ أخبروكم أَنَّهم رأَوْا مِثل ما رأيتم، فقد صَدَق، فكانوا يَلْتَقُون الرَّكْب فيخبرونهم أَنَّهم رَأَوْا مثْل ما رأَوْا فيكذبونهم، فَأَنْزَلَ الله ﷿ ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ﴾.
تنبيهان: الأول: لم ينشقَّ القمر لأَحَدٍ غير نبيِّنا .
الثاني: وقع في بعض الروايات عن أنس: فأراهم انشقاق القمر بـ "مكة" مَرَّتَيْن. رواه الإمام أحمد ومسلم. =

<<  <  ج: ص:  >  >>