فَصَارَ فرقتين فرقة علت … وفرقة للطود منهُ نزلت وذاك مرتين بالإجماع … والنص والتواتر السَّماع فجمع بين قوله: "فرقتين" وبين قوله: "مرتين" فيمكن أن يتعلق قوله: بالإجماع بأصل الانشقاق، لا بالتعدد، ووقع في بعض الروايات عن ابن مسعود "وانشَقَّ القَمَر ونحن مع رسول الله ﷺ بمنى جزءين" وهذا لا يعارض قول أنس أنَّه كان بمكة؛ لأنَّه لم يصرح بأن النبيّ ﷺ كان ليلته بمكة، وعلى تقدير تصريحه فـ "منى" من جملة مكة، فلا تعارض وقد وقع عند الطبراني من طريق زر بن حبيش عن ابن مسعود ﵁ قال: "فرأيته فرقتين". قال الحافظ: وإنما قال: انشق القمر بـ "مكة" يعني أن الانشقاق كان وهم بـ "مكة" قبل أن يهاجروا إلى المدينة، وقول ابن مسعود: "انشق القمر نصفين نصفًا على جبل أبي قبيس ونصفًا على قعيقعان". قال الحافظ: وهو محمول على ما ذكرت، وكذا ما وقع في غير هذه الرواية، ومثله روايته عن عبد الله بن مسعود وقد وقع عنْد ابن مردويه بَيَان المراد، فأخرجَ من وجه آخر عن ابن مسعود وقال: "انشقَّ القمر على عَهْد رسول الله ﷺ ونحن بـ "مكة" قبل أن نصير إلى المدينة، فوضح أنّ مُرَاده بذكر مكة الإشارة إلى أن ذلك وقع قبل الهجرة، ونحرر أن ذلك وقع وهم ليلتئذ بـ "منى". =