الثاني: هو أن يروى عمن سمع منه ما لم يسمع منه من غير أن يذكر أنه سمعه منه. وإليه ذهب الحافظ أبو بكر البزار وأبو الحسن القطان، فاشترطا مع ثبوت اللقاء ثبوت السماع. الثالث: هو ما يرويه الراوي عمن عاصره سواء لقيه أم لا، سمع منه أم لا، بصيغة (عن) وما شابهها. فيكون هو والمرسل الخفي سواء على الرأي الأول الذي ذكرناه للمرسل الخفي، فيشمل كل منهما الصور الثلاث. أما على الرأي الثاني للمرسل الخفي، فيكون هو الأعم، والمرسل الخفي هو الأخص. قال العراقي: تَدْلِيسُ الإسْنَادِ كَمَنْ يَسْقُطُ مِنْ … حَدِيثِهِ وَيَرْتَقِي بعَنْ وَأَنْ وَقَالَ يُوهِمُ اتِّصَالًا .... والمعتمد أنهما متباينان، فالمرسل الخفي فيما إذا لم يثبت سماع ولا لقي، والتدليس فيما إذا ثبت اللقي أو اللقي أو السماع. وتدليس الإسناد أنواع: ما يعرف بتدليس الإسناد فقط - وهو ما علمت. ما يعرف بتدليس القطع، وهو كالأول غير أنه لا يذكر أداة بل يسمى الشيخ فقط فيقول: فلان. ما يعرف بتدليس التَّسْوِية أو التجويد، وهو أن يذكر شيخه ويعمد لشيخ شيخه أو أعلى منه فيسقطه؛ لكونه ضعيفًا أو صغيرًا، ويرويه عن شيخ المحذوف الثقة بلفظ محتمل تحسينًا للحديث. ما يعرف بتدليس العطف، وهو أن يعطف ما لم يسمع منه على شيخ سمع منه الحديث. ما يعرف بتدليس السكوت، يقول: حدثنا، وسمعت، ويسكت ثم يقول: فلان. تدليس التورية كأن يقول: سمعته، يريد حديثًا آخر. تدليس الاستدراك كأن يقول: ليس فلان ذكره لكن فلان. الثاني: تدليس وصف الرجال، وهو ما يعرف بتدليس الشيوخ، وهو أن يروى عن شيخ حديثًا سمعه منه، فيسميه أو يكنيه أو ينسبه أو يصفه بما لا يعرف به كيلا يعرف. قال العراقي: [الرجز] =