للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا إشارة إلى ما كان قد جرت به عادتهُم للمَوتَي، فكانوا يقدِّمون اسْمَ الميت على الدعاء وهو في أشعارهم كثير، كما أنشد:

عَليكَ سَلامُ الله قَيْسَ بن عاصم

(١ وَرَحْمَتُه مَا شَاءَ أن يترحَّمَا ١)

وأنشد الآخر:

عليك سَلامٌ من أَمير وباركَت

(٢ يَدُ الله في ذاك الأَديمِ المُمزَّقِ ٢)

(٣ وقيل: أراد بالمَوتَى أهلَ الجاهلية الكفارَ، وكذلك في الدعاء بالخير، فأما في ضِدِّه فيُقدَّم الاسم، كما قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي} (٤). ٣)

والسُّنَّة لا تختلف في تَحِيَّة الأَموات والأَحياء، وقد ثَبَت أنه دَخَل المَقْبَرة فقال: "السَّلام عليكم دَارَ قوم مُؤْمِنينِ".

و"السلام" في أسماء الله تعالى قيل: سَمّى الله تعالى نَفسَه سَلاماً لِسَلامته مِمَّا يَلحَق الخَلْقَ من العَيْب والفَناء.

وقال أبو بكر الوَرَّاق في قَولِ النَّاس: السَّلام عليكم: أي الله عَزَّ وجَلَّ مُطَّلعٌ عليكم، فلا تَغْفُلُوا.

وقيل: السَّلامُ عَلَيكُم: سَلِمْتَ مِنِّي فَاجْعَلْنِي أَسْلَم منك.


(١ - ١) تكملة عن ن، والبيت في اللسان والتاج: (سلم).
(٢ - ٢) تكملة عن ن والبيت في اللسان والتاج (سلم) وفي شرح ديوان الحماسة للمرزوقى ٣/ ١٠٩٠ برواية: * جَزَى الله خيرا من أمير وباركَتْ *
وعزاه إلى الشَّمّاخ ضمن ستة أبيات يرثى فيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
(٣ - ٣) سقط من ب، جـ.
(٤) سورة ص: ٧٨، والآية: {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ}.