للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(صرد) - في الحديث: "أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَبا هُرَيْرة، - رضي الله عنه -، فقال: إني رجل مِصْرَاد".

المِصْراد: الجَزُوع من الرَّدَى الذي يَشتَدُّ عليه ولا يُطِيقه ويَقِلُّ صَبْرهُ عليه. والصَّرْد بسكون الراء وفتحه: الَبرْد، وقد صَرِد يَومُنا فهو صَرِد. والصَّرِد: الذي أَصابَه البَردُ أيضا.

وذكر الجَبَّان: أن المِصْرادَ القَوِىُّ على البَرْدِ، فهو إذاً من الأضداد.

- في الحديث: "نهى عن قتل الصُّرَد للمحرم"

قال النَّضْر: هو طائر أَبقَع (١) ضَخْم الرَّأْس والمِنْقار، له رِيشٌ عظَيم، نِصفُه أَبيضُ ونِصفُه أَسود.

- وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: "نهى عن قَتْل أربَع من الدَّوابّ: النَّملة والنَّحلة، والهُدهُد، والصُّرَد"

قال الخطابي: إن النَّهىَ إنما جاء في قَتْل النَّمْل عن نوع منه خاص وهو الكبار منها: ذوات الأَرجُل الطِّوال لأنها قَلِيلةُ الأَذَى والضَّرَر.

ونَهيُه عن قتل النَّحلةِ لِمَا فيها من المنفعة.

فأما الهُدْهُد والصُّرَد: فنَهْيه عن قَتْلِهما يدل على تَحرْيم لَحْمِهما (٢)، لأن الحيوان إذا نُهِى عن قَتْله ولم يكن ذلك لحُرمته


(١) في المصباح (بقع): الأبقَع: المُختَلِف الَّلون. بَقِع الغُرابُ بَقَعًا: اخْتَلف لونُه، فهو أَبقَع، وجمعه بِقْعان بالكَسْر، غَلَّب فيه الاسْمِيَّة، ولو اعتُبِرت الوصفِيَّة لَقِيل. بُقْع، مثل أحْمر وحُمْر.
(٢) أ، ب، جـ: لحومهما؛ والمثبت عن ن.