للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ولد) - قوله تعالى: {وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ} (١)

هو جمعُ وَليدٍ: أي صِبْيَان. وقيل: هو جَمعُ وَلَد كأولاد، ويقع الوَلَد على الواحِد والأكثَر، وعلى الذكَرِ والأنثَى.

والوُلْدُ بمعنى الوَلَد والأَولاد، والِّلدَةُ مِنْ وَلَدَ، كالعِدَة من وَعَدَ، وَأَصْلُه من وِلْدَةٌ، وقيل: التِّلَادُ والتَّلِيدُ من هذا الباب؛ لأنّ أصْلَهما الوَاوُ قلبت تَاءً.

- في الحديث: "واقِيَةً كواقِيَة الوَلِيد" (٢)

: أي (٣) كَلَاءَةً كما يُكْلأُ الطِّفْلُ. وقيل: إنه أرَادَ بالوَليد: مُوسىَ عليه الصّلاة والسلام؛ لقوله تَباركَ وتعالى في قِصِّته: {أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا} (٤)، كأنّه قال: كما وَقَيْتَ مُوسِىَ شرَّ فِرْعَون، وهو في حِجْرِه، فَقِنى شَرَّ قَوْمى، وأنا بَيْن أَظْهُرِهِم.

- في الحديث: "فتَصَدَّقْت على أُمِّى بِوَلِيدة"

: أي جاريَةٍ صَغِيرة، والوَلائدُ: الوصَائِفُ.


(١) سورة الدهر: ١٩، الآية: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا}
(٢) في غريب الحديث للخطابى ٣/ ١٩٥: أخبرنى أبو عمر، عن أبى العباس ثعلب قال. العرب تقول: "اللهمَّ واقِيةً كواقِية الوَليد" وذكره الهيثمى في مجمعه ١٠/ ١٨٢ عن ابن عمر أن النبى - صلّى الله عليه وسلّم - يقول في دعائه: "واقية كواقية الوليد"، وهو في كنز العمال ٢/ ١٨٧
(٣) ن: يعنى الطَّفلَ، فعِيل بمعنى مفعول: أي كلاءةً وحِفْظاً.
(٤) سورة الشعراء: ١٨، الآية: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ}.
والرأى الثانى هو الذي اتفق عليه المفسرون، وانظر تفسير القرطبى، وزاد المسير لابن الجوزى.