للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولو قيل: إن خَامَ بمعنى نَكَل وجَبُن من هَذَا، أو هذا من ذَاكَ ما كان بَعِيدًا ٢).

(خون) - في الحديث: "ما كان لِنَبِيٍّ أن تَكُونَ له خائِنَةُ الأَعْيُن".

: أي يُضمِر في قَلبِه غيرَ ما يُظهِرُه، فإذا كَفَّ لِسانَه وأَومأَ بعَيْنه إلى خلاف ذلك فقد خَانَ، وإذا كان ظُهورُ تلك الخِيَانة من قِبَل (١) العَيْن سُمِّيت خَائِنَة الأَعين، والخَائِنَة: الخِيانَة كالخَاصَّة بمعنى الخُصُوصِ.

- ومنه قَولُه تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ} (٢).

: أي ما تَخُون (٣) به من مُسارقَة النَّظَر إلى ما لا يَحِلّ.

- (٤ في الحديث: "أَنَّه ردَّ شَهادةَ الخَائِن والخَائِنَةِ".

قال أبو عُبَيد: لا نراه خَصَّ به الخِيانةَ في أَماناتِ النَّاس دُونَ ما افتَرضَ اللهُ تَعالَى على عبادِه وائْتَمَنهم عليه، فإنَّه قد سَمَّى ذلك أَمانةً فقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ} (٥) فمن ضَيَّع شيئًا مِمَّا أَمَر اللهُ تعالى به، أو رَكِب شيئًا مِمَّا نَهَى الله عنه. فليس ينبغي أن يَكُونَ عَدلًا، لأنه قد لَزِمَه اسمُ الخِيانة.


(١) ب، جـ: "من قبيل".
(٢) سورة غافر: ١٩.
(٣) أ: "يخونون" والمثبت عن ب، جـ.
(٤ - ٤) سقط من ب، جـ.
(٥) سورة الأنفال: ٢٧.