للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومن كتاب الهَاءِ

[من باب الهاء مع الهمزة]

(ها) - في الحديث: "فقال (١) أبو بكر - رضي الله عنه -: "لا هَا اللَّهِ إذًا"

كذا رُوِى، والصَّواب: "لا هَا الله ذا" بغير ألف قبل الذال، والهاء فيه مكان الواو؛ أي لَا وَالله لا يَكُون ذا.

وقال بعض النَّحْوِيّين: الأَصْلُ: والله لا الأَمرُ هذا، فحُذِفت واوُ القَسَمِ، وقدمت ها، فَصَارت عِوَضًا مِن الوَاوِ، فقيل: ها اللَّهِ ذا، وهو خَبرُ المبتدأ المقدّم، والجملة جَوَاب القسَم.

وقال الأخفش: ذا جرٌّ نعتٌ للفظَةِ الله، وكان التقدير والله، وجواب القسَم عنده مَحذُوف تقديره: لقد كان هكذا، ولفظ أبى بكر - رضي الله عنه - يُقوِّى مَذهبَ الأخفش؛ لأنه قال: لَا هَا اللَّهِ ذَا لا يَعْمِدُ إلى أسَدٍ، فلا يعمدُ جوَاب القَسَم، ولعلَّ سيبويه في القَول الأوّل يحمل: لا يعمِدُ على قَسَمٍ آخَرَ ويَكُون جواباً بَعدَ جواب.


(١) ن: ومنه حديث أبى قَتادةَ يومَ حُنَيْن: "قال أبو بكر: لا ها الله إذًا، لا يَعمِد إلى أسَدٍ من أُسْدِ الله، يُقاتِل عن الله ورسولهِ فيُعطِيك سَلبَه"
وعزيت إضافة الحديث في النهاية لابن الأثير خطأ.