للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَضِيق أكثرَ من ثلاث؛ فقد هجر النَّبِىُّ - صلّى الله عليه وسلم نِسَاءَه شَهرًا، وهَجَرت (١) عائشةُ ابنَ الزُّبَيْر - رضي الله عنهم -.

- وفي حديث ابن عُمر - رضي الله عنهما -: "إذا لقيتَ أولئك فأخبرهم أَنىِّ منهم بَرِىءٌ"

دلالة أَنّ الخلاف إذا وَقَع في أُصُول الدّين ممَّا يَتعلّق بمعتقدَات الإيمانِ، أوجَبَ البَراءة، وليس كَسَائر مَا يقع فيه الخِلاف من أُصُول الأَحْكام وفرُوعها التي مُوجَبَاتها العَمَل.

- في حديث مَرَضِ النَّبِىّ - صلّى الله عليه وسلّم -: "قالوا: ما شَأنُه؟ أهَجَرَ؟ "

: أي أهْذَى (٢)، وأَهجَر: أَفحَش.

- في حديث عمر - رضي الله عنه -: "عَجِبْتُ لتَاجرِ هَجَرٍ - بالإضافَةِ - ورَاكِبِ البحر"

يُرِيدُ بَلدَة هَجَر (٣)، (٤ وكَثْرة وبائِها؛ أي أنهما يُخطِران بأنفسهما. ٤)

(هجس) - في الحديث: "وما يَهْجِسُ (٥) في الضمائر"


(١) ن: وهجرت عائشة ابن الزبير مُدَّة، وهجر جماعة من الصحابة جماعة منهم، وماتوا متهاجرين، ولعلّ أحدَ الأمرين منسوخ بالآخر.
(٢) ن: أي اختَلَف كلامُه بسبب المرض، على سبيل الاستفهام.
: أي هل تَغَيَّر كلامه واخْتَلَطَ لأجل ما به مَن المرض؟ وهذا أحْسَنُ ما يُقال فيه. ولا يُجْعل إخباراً، فيكون إمَّا من الفُحْشِ أو الهَذَيَان. والقائل كان عُمَر، ولا يُظَنُّ به ذلك.
(٣) ن: "هَجَرٌ: اسمُ بَلَدٍ معروف بالبَحْرَين، وهو مُذَكَّر مَصْروفٌ، وإنما خَصَّها لِكَثْرة وبائِها، أي إنّ تاجِرَها ورَاكِبَ البحرِ سواءٌ في الخَطر".
(٤ - ٤) سقط من ب، جـ والمثبت عن أ - وأخطر المريضُ: دخل في الخطَر. عن اللسان (خطر)
(٥) كذا في نسخ المغيث واللسان (هجس) - وفي المصباح (هجس): هجس الأَمرُ بالقلب هَجْساً من باب قَتَل.