للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(كنف) - في حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "أَنَّه أَعْطَى عِياضًا كِنْفَ الرَّاعى"

الكِنْفُ: وِعاءٌ طويلٌ يكون فيه آلَةُ الراعى يُدْعى: الزَّنْفِيلِجَةُ (١).

- وفي حديث إبراهيم (٢): "لا يُؤخَذُ في الصَّدقَةِ كَنُوفٌ"

قال الحَربىُّ: هي القَاصِيَةُ التي لا تَمشى مع الغَنَم.

ولا أدرِى لم لا تُؤخَذُ في الصَّدقَةِ، لعلَّه أرادَ لإتعابِهَا المُصَدِّقَ (٣) في إعْزالِها عن الغَنَم.

قال: وأَظنّه الكَشُوف: وهي التي يَضرِبُها الفَحْلُ وهي حامِلٌ، فنهى عن أخْذِها؛ لأنَّها حامِلٌ. وإلاَّ فلا أدْرِى.

وقال غَيرُه: ناقةٌ كَنُوفٌ: يُصِيبُها البَردُ فتَسْتَتِرُ بالِإبلِ والتى تَعْتزِلُ الإبلَ، وتكتَنِفُ في أكْنافِ الإبل إذا بَركَتْ ومن الغَنَم كذلك. قال سيّدُنا (٤) حَرسَه الله: لعَلَّ النَهىَ عنه كالنَّهى عن المُشَيَّعَةِ، وهي بمعناه في التأَخُرِّ عن الغَنَم. وإنما نُهى عنها لأنَّها لا تَلحَق الغَنَم في المَشْىِ فلا تلحقُها في الرَّعْى، فتكون مَهزُولةً، والله تعالى أَعْلَمُ.


(١) في المعرب للجواليقى/ ١١٨: الزَّنْفِليجَةُ، ويُقال: الزَّنْفيلجَةُ، والزِّنفالَجَةُ أعجمى معرب، قال الأصمعيُّ: سَمِعتُها من الأعراب - قال أبو حاتم: سَمِعتُها من أُمَ الهَيْثَم وغيرها سهْلاً في كلامهم، كأنهم قلبوها إلى كلامهم. قال الأصمعيُّ: وهي بالفارسية: "زِينْ فَالَهْ": وعاء.
(٢) ن: وفي حديث النَّخَعِىّ. وعزيت إضافته لابن الأثير في النهاية خطأ.
(٣) ب، جـ: "لا يَعبأ بها المصدّق في اعتزالها" والمثبت عن أ، ن.
(٤) ب، جـ: "قال الشيخ" والمثبت عن أ.