للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الحَرْبِيُّ أو غَيرُه: أي سَقَطتَ من أَجلِ مَكْروه يُصِيبُ يَدَيْك من قَطْع أو وَجَع. وعندى أَنَّه كِنايةٌ عن الخَجَل، وقد استُعمِل بالفارِسِيَّة أَيضًا عند الخَجَل. يقال: خَررتُ عن يَدِي: أي خَجِلت، وسِياقُ الحَديثِ يَدُلُّ عليه، وقد تَقدَّم ذِكُره في بابِ الأَلِف.

- حَدِيث ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "من أَدخَل إصْبَعَيْه في أُذُنَيه سَمِع [خَرِيرَ] (١) الكَوثَر".

الخَرِير: صوت الماء في شِدَّة جَرَيانه، وصَوتُ الهِرَّة في نومها.

ومنه: عَيْن خَرَّارة، وقد خَرَّت تَخِرُّ، وأراد مثلَ صوتِ الكَوثَر، يَعنِي في كَثرةِ مائِه وشِدَّة جَرَيانِه، والله أعلم.

(خرش) - في حديثِ أبي هُرَيْرة، رضي الله عنه: "لو رَأَيتُ العِيرَ تَخرِشُ ما بين لابَتَيْها ما مَسِسْته" (٢).

يعنى المَدِينةَ، قال الحَربيُّ: أَظنُّه "تَجْرِس" بالجِيم والسِّين، غيرِ معجمة، بمعنى يَأكُل ويأخُذ، ذَكَره الأَخفَش.

وقال أبو غالب بن هارون: لا وَجهَ لِمَا ذَكَرهُ الحَربيُّ، وإنما هو بالخَاءِ والشِّين المُعجَمَتْين، وله وجهان:


(١) الِإضافة عن ب، جـ وفيهما "من أدخل إصْبَعَه في .... "
(٢) روى في غريب الخطابي ٢/ ٤٢١ وكنز العمال ١٤: ١٣٤ والفائق (جرش) ١/ ٢٠٦ على الوجه التالي: عن أبي هريرة أَنَّه قال: "لو رأيت الوعول تَجرُش ما بين لابَتَيْها، ما هِجْتُها ولا مِسْتُها، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. حَرَّم شْجرَها أن يُعْضَد أو يُخبَط".
وقوله: تَجْرُشِ أي تَرعَى وتَقْضِم.