للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(غبس) - في حَديثِ (١) أبي بَكر بنِ عبد الله: "قال: إذا استَقْبَلُوكَ يَومَ الجُمُعَةِ فاسْتَقْبِلْهمَ حتَّى تَغْبِسها (٢) حتى لا تَعُودَ أن تَخَلَّفَ"

يعني: إذا مَضَيْت إلى الجُمُعة فلقِيتَ الناسَ، وقد قَضُوا الجُمعةَ فاستَقْبِلْهم بوَجْهك، حتى تُسوِّدَه حَياءً منهم؛ لكي لا تَتَأَخَّر بَعدَ ذَلِك، والهاء (٣ في تَغْبِسَها ٣) ضمِيرُ الغُرَّةِ أو الطَّلْعَة. والغَبَس: لَونُ الرَّمَاد. ومنه قول (٤) الأعشى:

* كالذِّئبَةِ الغَبْساءِ (٣ فىِ ظِلِّ السَّرَبْ ٣) *

وهي التي في لَوْنِها طُلْسَةٌ، والفِعْل منه: اغْبَاسَّ، وكذلك أَلْوانُ الذِّئَابِ، ويُسَمَّى السَّمَنْد.


(١) ب، جـ: في حديث بكر بن عبد الله، والمثبت عن أ، ن.
(٢) ب، جـ: "تُغَبِّسها" والمثبت عن أ، ن.
(٣ - ٣) تكملة عن ن واللسان (غبس).
(٤) في أ: "ومنه حديث الأعشى"، والمثبت عن ب، جـ.
وجاء البيت ضمن ثمانية أبيات في حديث للأعشى (عبد الله بن الأعور الحرمازى) مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشكو امرأته، وهو في غريب الحديث للخطابى ١/ ٢٣٩، ٢٤٠ والأبيات:
يا سيِّد النْاسِ ودَيَّان العَرَب
إليك أشْكُو ذِرْبَةً من الذِّرَبْ
كالذِّئْبَة الغَبْساءِ في ظل السَّرَبْ
خَرجْتُ أَبغِيها الطَّعامَ في رَجَبْ
فَخَلفَتْني بنزَاعٍ وحَرَبْ
أخْلفَتِ الوَعدَ ولَطَّتْ بالذَّنبْ
وقَذَفَتْني بين عِيص مُؤْتَشَبْ
وهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَب
فقال النبى صلى الله عليه وسلم:
وهُنَّ شَرُّ غَالب لِمَنْ غَلَبْ.