للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الوَسَخُ مِن الرِّجْل وَغيرها. وقال غيره: حجَارَة مُضرّسَةٌ. وقال الأصمعىُّ: النشَفَةُ: حجارَةٌ سُوُد كأنها أُحْرِقتْ بالنّار، وقال غيرُه: حجَارَةٌ تَقَومُ على رَأسِ الماءِ؛ فمَعْنَاه: أن الأولى من الفِتَن لا تُؤَثِّرُ في أدْيان الناسِ لِخِفَّتِها، والتى بَعْدَها كَهَيْئَة حجَارَةٍ.

قد أُحْمِيَتْ بالنارِ، فكَانَت رَضْفًا، فهى أبلَغُ في أَديانِهم وأَثْلَمُ لأَبْدَانهم.

هذا إذا كان النَّشْفُ قَبل الرضْفِ، فإذا كان الرَّضْفُ قبلَ النشْفِ فالرّضف الحجارةُ المحماةُ، والنَّشْفُ السُّودُ، كأنها أُحرقَتْ، بالنارِ، فالأُولى أيضًا أخفُّ من الثانِيَةِ (١).

(نشق) - في الحديث: "إنّ لِلشيطانِ لَعُوقًا ونَشُوقًا (٢) "

النَّشُوقُ: اسمٌ لكلِّ دَوَاءٍ يُصَبُّ في الأَنْفِ، وقد أنْشَقْتُه الدَّواءَ (٣)؛ والاستِنشَاق في الوُضُوء منه.

ونَشقْتُ الرِّيح واسْتَنشقتُها: تَشَمَّمْتُها.

* * *


(١) ن: وفي حديث عَمّار: "أتَى النبىَّ - صلى الله عليه وسلم - فرأى به صُفْرةً فقال: اغسِلْها، فذهَبتُ فأخذْتُ نَشَفَةً لنا، فدَلَكْتُ بها على تلك الصُّفْرة حتى ذَهَبَت"
النَّشَفة، بالتحريك، وقد تُسَكَّن: واحدة النَّشَف، وهي حجارةٌ سود، كأنها أُحرِقَت بالنار، وإذا تُرِكت على رأس الماء طَفَت ولم تَغُصْ فيه، وهي التي يُحَكُّ بها الوَسَخ عن اليد والرجْل.
وعزيت إضافته لأبى موسى في النهاية فأثبتناه هنا، ولم يرد في أ, ب، جـ ولا في الغريبين.
(٢) ن: "إن للشيطان نَشُوقًا ولَعُوقًا ودِسامًا".
(٣) ن: "وقد أنْشَقْتُه الدواءَ إنشاقًا يعنى أن له وَساوِسَ مهما وَجدتْ منفذًا دَخَلَت فيه".