للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(جبه) - في الحديث: "أَنَّه سَأَل اليَهُودَ عن حَدِّ الزَّاني عِندهم، فقالوا: التَّجْبِيَة. فقال: وما التَّجْبِيَة؟ قالوا: أن تُحَمَّم وجوه الزَّانِيَيْن، ويُحمَلَا على بَعِير (١)، ويُخالَف بين وُجُوهِهِما".

أَصلُ التَّجْبِية. أن يُحملَ اثْنان على دَابَّة، ويُجعَلَ قَفَا أَحدِهما إلى قَفَا الأَخَر، كَذَا ذَكَروه.

والقِياسُ: أَن يُقابَل بين وُجُوهِهِما، لأنه مأخوذٌ من الجَبْهَة.

وذَكَر صَاحِبُ التَّتِمَّة، أَنّه يُشبِه أن يكون أَصلُه الهَمْز وأَنَّه التَّجْبئة: وهي الرَّدْعُ والزَّجْر. يقال: جَبأْتُه فَجَبأ: أي رَدَعْتُه فارتَدَع والتَّجْبِية أَيضا: أن يُنَكَّسَ رَأسُه، فيُحتَمل أَنَّ مَنْ فُعِل به ذَلِك نَكَّسَ رَأْسَه استِحْياءً، فسُمِّي ذَلِك الفِعْل تَجْبِئَة.

ويُحتمل أن يَكُون تَجْبِيهاً من الجَبْه (٢) (٣ وهو الاستِقْبال بالمَكْروه، وأَصلُه: إصابَة الجَبْهَة. يقال: جَبَهْتُه، إِذا أَصبتَ جَبْهَتَه ٣) كما يُقالُ: رَأَستُه.

(جبا) - في حديث الحُدَيْبِيَة: (٤) "فَقَعَد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جَبَاهَا"

الجَبَا مَقْصُور: ما حَولَ البِئْر، والجَبَا: المَاءُ، والحَوضُ


(١) ن: "بعير أو حمار".
(٢) ب، جـ: "الجبهة".
(٣ - ٣) سقط من ب، جـ.
(٤) ن: وفي حديث الحديبية: "فقعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جباها. فَسقَيْنا واسْتَقَيْنا، ثم إن المشركين راسُّونا الصُّلْح، حتى مشى بعضنا إلى بعض فاصطلحنا" رواية سلمة بن الأكوع، وهو في غريب الحديث للخطابي ١/ ٥٦٤، وراسُّونا الصلحَ: أي راودُونا للصلح. وفي الفائق (جبا) ١/ ١٨٧.