للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الطَّحاوِيُّ: يُحتَمل أن يكون الغُولُ قد كان، ثم رَفَعه الله تَعالَى عن عِبادِه.

- في حديث قَيْسِ بنِ عَاصِم: "كنت أُغاوِلُهم" (١)

: أي أُبادِرُهم بالغَارَةِ والشَرِّ؛ من غَالَه: أي أهلكه، وضعه مَوضِعَ المُغايَله، قال أبو عبيد: أُراهُ المُغَاوَرَة ٣)

(غوا) - في حديث الإسراء: "لو أَخذْتَ الخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ"

: أي صَارَت من أَهلِ الغَوايَةِ والغَيِّ، وهو الانْهِماك في البَاطِل وفعلِ الجُهَّالِ.

- وقَولُه تَباركَ وتَعالَى: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} (٢)

قيل: فَسَد عَيشُه. والغَوايَة: الضَّلال. والغَيُّ من هذا البَابِ، وإن كان ظاهِرُه مُضاعفًا؛ لأنّ الفعلَ منه غَوَى يَغْوِى، كأنَّ أصلَه غَوْيٌ استُثْقِل فَصُيِّر غَيًّا.

* * *


(١) ن: "كنت أُغَاوِلُهم في الجاهِلية".
وهو في غريب الحديث لأبى عبيد القاسم بن سلام ٤/ ٢٩٦: في حديث قيس بن عاصم حين أوصى بنيه عند موته فقال: انظروا هذا الحىَّ من بَكْر بن وائل، فلا تعلموهم مكان قبرى، فإنه قد كانت بيننا وبينهم خُماشَات في الجاهلية، فإني كنت أغاولهم".
والخُماشَات: الجنايات والجراحات - وقولهم: أغاورهم، فنرى أن المحفوظ أغاورهم، وهو من الغارات أن يُغيروا عليه ويُغير عليهم، فإن كان المحفوظ أغاولهم، فإن المغاولة المبادرة.
(٢) سورة طه: ١٢١.