للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ومن باب السين مع العين]

(سعد) قوله تبارك وتعالى: {وَأمَّا الَّذينَ سُعِدُوا} (١)

من قرأها بضَمِّ السِّين فمن قولهم: سَعَده الله بمعنى أَسْعَده، ومنه مَسْعُودٌ في الأَسماء في صِفَة منْ يَخَرُج من النّار يهتَزُّ كأنه سَعْدَانة.

قال الأصمعي: هي نَبتٌ من الأَحْرار ذوُ شَوك. وقال غيره: هي من العُشْب، وقيل: من البَقْل، وهي مُفَلْطَحة كالفَلْكَة شُبِّهت بها سَعْدَانة (٢) الإنسان، وهي ما استدار من السَّوادِ حول الثَّدي، وهي من النَّاقَة الكِرْكِرة.

والسَّعدان: من أفْضَلِ المرَاعي، تَسْمَن عليه الإبلُ، وشَوْكُه إلى العَرْض. يُقال: "مَرعًى ولا كالسَّعدان (٣) "

- (٤ في التَّلْبِية: "لَبَّيْكَ وسَعْدَيْك".

قال الجَرمِىُّ: أي إجابةً ومساعدةً، وهي المُطاوعَة ولم يُسْمَع مفردا.

وعن العرب: سُبْحانَه وسَعْدانه: أي أُسِبِّحه وأُطِيعُه بسَعْدان، كالتَّسْبِيح بسُبْحان عَلَمَان كَعُثْمان ونُعْمان، ونَظِيره في الحَذْف قَعْدك وعُمْرك، والتَّثْنية للتكْرِير والتكْثير كحَنَانَيْك وهَذَاذَيك، كقوله تعالى: {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ} (٥). ٤)


(١) سورة هود: ١٠٨ والآية: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ}.
(٢) ب، جـ: "السعدانة للإنسان".
(٣) مثل يضرب للرجلين يكونان ذَوى فَضْل، غير أن لأحدهما فضيلةً على الآخر وهو في الأمثال لأبى عبيد/ ١٣٥، وجمهرة الأمثال ٢/ ٢٤٢، ومجمع الأمثال ٢/ ٢٧٥ والمستقصى ٢/ ٣٤٤، وفصل المقال/ ١٩٩، وأمثال العرب/ ٥٤، واللسان (سعد).
(٤ - ٤) سقط من ب، جـ.
(٥) سورة الملك: ٤، والآية {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ}.