للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- في حديث عَوْفِ بنِ مالك - رضي الله عنه -: "لتَردَّنَّه (١) أو لأُعَرِّفَنَّكَها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم"

: أي لأجازِينَّك بها حتى تَعرِف سُوءَ صَنِيعِك.

قال الفَرَّاء: تقول العربُ للرجل إذا أَسَاء إليه: لَأعُرِّفَنَّ لك غِبَّ هذا: أي لأُجَازِينَّك عليه. تقول هذا لمن يَتَوعَّده

: أي قد عَلِمتُ ما عَمِلتَ، وعَرفتُ ما صَنَعْتَ. ومعناه: سَأُجَازِيك عليه، لا أَنَّك تَقْصد إلى أن تعرِّفَه أَنَّك قد عَلِمتَ فقط.

- ومنه قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {عَرَّفَ بَعْضَهُ} (٢) بالتَّخْفِيف

: أي جَازَى على بَعْض.

- في حديث كَعْب بن عُجْرَةَ: "جَاؤُا كأنّهم عُرْفٌ" (٣)

يقال: طار القَطَا عُرْفًا عُرْفًا: أي بَعْضُها خَلْفَ بعض.

(عرفج) - ومن رباعيه (٤) في الحديث: "كأَنَّ لِحيتَه ضِرامُ عَرْفَج"

قال شَمِر: العَرْفَج: شَجَر بقَدْر قِعْدةِ الرَّجُل، لها ثَمَر كالحَسَك ذُو أغصانٍ كثيرة سَريعةُ الاشْتِعال بالنار.

وقيل: هو من نَباتِ الصَّيْف لَيِّن أغبَر.


(١) حـ: "لتردنها" والمثبت عن باقى النسخ.
(٢) سورة التحريم: ٣ {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ}.
وفي كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد/ ٦٤٠: قرأ الكسائى وحده: "عَرَف بَعضَه" خفيفة - وقرأ الباقون (عَرَّف) مشدّدة.
(٣) ن: أي يتبع بَعضُهم بعضاً - وفي تقريب التهذيب ٢/ ١٣٥: كَعْب بن عُجْرةَ الأنصارى المدني أبو محمد: صحابى مشهور، مات بعد الخَمْسين، وله نَيِّف وسَبْعون.
(٤) ن: في حديث أبى بكر: "خَرجَ كأنّ لِحيتَه ضِرَامُ عَرفَجٍ".