للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ومنه الحدِيث (١) "كانَ لا يَمُرُّ بآيَةٍ فيها تَنزِيهُ الله تعالى إلَّا نَزَّهَهُ"

أي كُلُّ آيَةٍ قدّسَ الله تعالى فيها نَفسَه عن العَيب، وظُلمِ العِبادِ وَغيره، شَهِدَ له بذلك.

- ومنه قول عُمَر - رضي الله عنه -: "الجابِيَةُ (٢) أَرضٌ نَزِهَةٌ"

: أي بعيدَةٌ مِن الوَباءِ.

وقد نَزُه نَزاهَةً: بَعُدَ. وَالتّنَزُّهُ إلى البَساتِين من ذلك، وتنَزَّهُوا: تَباعَدُوا عن الماءِ وَالرِّيف، وَخرجُوا إلى الصّحَارى.

(٣ وأَنْزه: أي أَبعَد.

- وفي حديث المعذَّب في قَبْره: "كان لا يَستَنْزِه من البَوْلِ"

: أي لا يَستَبرِيء ولا يتطهّر ٣).

(نزا) - الحديث (٤): "أُمِرنَا ألَّا نُنْزِىَ الحُمُرَ على الخَيلَ" (٥)

قال الخطابى: يُشْبِهُ أن يَكُون المعنَى فيه - والله عزّ وجلّ أعلم - أنّ الحُمُرَ إذا حُمِلَت علَى الخيل تعَطَّلَت مَنَافِعُ الخَيل وقَلَّ عَدَدُها، وَانْقَطعَ نَماؤُهَا، والخَيلُ يُحْتاج إليها للرُّكُوبِ والرَّكْضِ والطَّلَب، وعليها يُجاهَد العَدُوُّ، وبها تُحرزُ الغنَائم، وَلَحْمُها مَأكولٌ، ويُسهَمُ للفَرس كما يُسهَم للفَارِس، أو مِثْلاَه، وليس للبَغْلِ شىءٌ


(١) ن: "كان يصلِّى من الليل، فلا يمرّ بآية فيها تنزيه الله تعالى إلّا نزَّهَه": أصل النَّزْه: البُعْد: وتنزيه الله تعالى: تبعيدُه عمّا لا يجوز عليه من النقائص.
(٢) ن: والجابية: قرية بدمشق.
(٣ - ٣) سقط من ب، جـ، والمثبت عن أ, ن - وعزيت إضافته لابن الأثير في النهاية خطأ.
(٤) ن: في حديث على - وعزيت إضافته لابن الأثير في النهاية خطأ.
(٥) ن: أي نَحمِلَها عليها للنَّسْل. يقال: نَزَوْتُ على الشىء أَنْزُو نزْوًا؛ إذا وَثَبْتَ عليه. وقد يكون في الأجسام والمعانى.