للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(سبح) - قوله تعالى: {إِنَّ لَكَ فىِ النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلاً} (١)

قال الأثْرم: أي مُتَقلَّبا، من قَولِهم: فَرسٌ سابحٌ؛ إذا كان حَسَن مَدِّ اليَدَيْن في الجَرْى.

- (٢ ومنه حديث المِقْداد: "إِنَّه كان يوم بَدْرٍ على فَرَس يقال له: سَبْحة"

يُشَبَّه بالسَّابحِ في الماءِ ٢).

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: هو الصِّحَّة، والفَراغ وقيل: نَوْماً. وسَبَح: أي رَقَد. قاله الجَبَّان، فيكون معناه: إذا صلّيتَ بالَّليل وسَهِرتَ. فإنَّ لك في النهار أن تَرقُدَ إن شِئْتَ.

- في دعاء السُّجود: "سُبُّوحٌ" (٣)

: أي مُنَزَّه بمعنى المُسَبّح، جاء بلفظ "فُعُّولٍ" مِن سَبَّحْتُ. والسَّماع بالضّم، والقِياسُ الفَتْح: "وسُبْحان الله"

قائمٌ مقام الفعل: أي أُسَبِّحهُ، وسَبّحتُ: أي لفظتُ بسُبْحان الله. وقيل: معنى "سُبحانَ اللَّهِ": التَّسَرُّع إليه والخِفَّةُ في طاعته، من قولهم: فرسٌ سابحٌ. وحُكِى عن النَّضْر بن شُمَيْل أن معناه: السُّرعة إلى هذه اللَّفْظَةِ؛ لأنّ الإنسان يبدأُ فيقول: سُبْحان الله.

وزَعَم أنه سَأَلَ في المنام عن هذا ففُسِّر له هكذا.


(١) سورة المزمل: ٧
(٢ - ٣) سقط من ب، جـ.
(٣) ن: "وفي حديث الدعاء: "سُبُّوح قُدُّوسٌ".
يُروَيان بالضم والفتح، والفتح أَقْيَسَ، والضم أكثر استعمالا، وهو من أبنية المبالغة، والمراد بهما التَّنْزِيه.