للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(١ - في الحديث (١): "الضَّرِيحُ"، وفي رِوايَة: "الضُّراح"؛ بَيتٌ في السماء حِيالَ الكَعْبَة.

والمُضَارَحَة: المُقَابَلَة. ومن رواه بالصَّاد فَقَدْ صحَّف. قال المَعَرِّى:

وقد بلغ الضُّراحَ وسَاكِنيهِ

نَثاكَ وزَارَ مَن سَكَن الضَّرِيحا ١)

(ضرر) - في حديث (٢) علىٍّ، - رضي الله عنه -: "نهَى عن بَيْعِ المُضْطَرِّ"

قيل: هذا يَكُون من وجْهَين:

أَحدُهما: أن يُضْطَرَّ إلى العَقْد من طَرِيقِ الإِكراهِ عليه، فهذا فاسِدٌ لا يَنْعَقِد.

والآخر: أن يُضطَرَّ إلى البَيْع لِدَيْن رَكِبَه أو مَؤُونَة تَرهَقُه، فيَبِيعَ ما في يده بالوَكْسِ من أَجلِ الضَّرُورة، فهذا سَبِيلُه في حَقّ الدِّين والمرُوءَةِ أَلَّا يُبَايَعَ على هذا الوَجْه وأَلَّا يُفْتَات عليه بمالِه، ولكن يُعانُ، ويُقْرض، ويُسْتَمْهَل له إلى المَيْسَرة حتى يكونَ له في ذلك بَلاغُ، فإن عُقِد البَيْعُ مع الضَّرُورة على هذا الوَجْه جَازَ في الحُكْمِ ولم يُفْسَخْ.

وفي إسنادِ هذا الحديث رَجلٌ مجهولٌ إلا أَنَّ عامَّةَ أَهلِ العلم كَرِهوا هذا البَيعَ. ومَعنَى البَيعِ ها هنا الشِّراءُ، أو المُبايعَةُ، أو قَبولُ البَيْعِ.


(١ - ١) عُزيت إضافة الحديث للهروى في النهاية خطأ، ولم أقف عليه في الغَرِيَبين وسقط من ب، وجـ.
(٢) عزيت إضافة الحديث لابن الأثير في النهاية خطأ.