للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حَقيقةً، وعَادَ مَلَكُ الموتِ إلى حَقِيقة خِلْقَته الرَّوحانِيَّة كما كان، لم يَنتَقِصْ منه شيء. وقد جاء في حديث: "إنَّ الله تَعالَى ردّ عليه عينَه"

(١ - وفي حديثِ أبي بَكرٍ رضي الله عنه: "تَفَقَّأَت (٢) "

: أي تَقَلَّقت. ١)

(فقر) - في حديث (٣) جابرٍ - رضي الله عنه -: "أَنَّه اشْتَرى منه بَعِيرًا وأَفقَره ظَهْرَه إلى المَدينةِ"

: أي أَعارَه رُكوبَه، مأخوذ من رُكوب فَقَار الظَّهر، والحَمْل عليه؛ وهو خَرزَات الظَّهْر المُتَّصِل بَعضُها بِبَعضِ، ومِثْلُه: أَجْنَبه جَملَه يَغزُو عليه، ومَنحَه شَاتَه يَحلُبُها، وأَقرضَه دَراهِمَ، وأَعمرَه دَارًا وأَعْرَاه نَخلةً، ثم يُسْتَعار بَعْضُه في غير ما وُضِع له.

- وفي حديث آخر: "ما يمنَع أَحدَكم أن يُفْقِر البَعِيرَ مِنْ إِبِله (٤) "

- وفي حديث "حُقوقُ المالِ إفْقَارُ الظَّهْرِ (٥) ".


(١ - ١) الحديث في الفائق (ثقب) ١/ ١٧٠: أبو بكر رضي الله عنه، قالت الأنصار لِقُريش: مِنّا أَمِير، ومنكم أَمِير، فجاء أبو بكر فقال: إنَّا مَعشَر هذا الحَيّ من قريش أَكرمُ الناسِ أَحساباً وأَثقبُه أَنْسابًا، ثم نحن بعد عِتْرةُ رسول الله التي خرج منها، وبَيْضَتُه التي تفقَّأْت عنه، وإنما جِيبَت العَربُ عنا كما جِيبَت الرَّحَى عن قُطْبِها" وسقط الحديث من ب، جـ.
(٢) ن: أي انفلقت وانشقت.
(٣) عزيت إضافة هذا الحديث إلى ابن الأثير في النهاية خطأ.
(٤) ن: أي يُعِيره للركوب.
(٥) ن: ومنه حديث الزكاة: "من حَقِّها إفقارُ ظَهرِها".