للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ومن باب الفاء مع الياء]

(فيأ) - في قصة عُمَر وابْنَةِ خُفافِ بنِ إِيمَاء: "ثم نَسْتَفِيء سُهْمَانَنا (١) فيه"

: أي نَستَرجع، وهو من الفَيْء، والفَيْءُ في الغنيمة من الرُّجوعِ أيضا، كأنه الرَّاجع إلا المُسلِمِين من أَموالِ المشركين، وكأَنَّه كان في الأصل لهم لطاعتهم لله عزَّ وجلَّ.

والفَىْءُ في الإيلاء في قَولِه تَعالَى: {فَإِنْ فَاءُوا} (٢)

هو الرُّجُوع إلا الجماعِ، أو ما يقوم مَقامَه.

- وفي الحديث: "استَفَاءَ عَمُّهُمَا مَالَهُما (٣) "

: أي اسْتَردَّ واستَرجَع حَقَّهَما من المِيراثِ، وجَعلَه غَنِيمةً وفَيْئًا له خاصّةً.


(١) أ، ب، جـ، ن: "سهمانهما فيه" (تحريف) والمثبت عن فتح الباري ٧/ ٤٤٥، ٤٤٦، وانظر الحديث كاملا فيه. وجاء في الشرح/ ٤٤٧: قوله: سهماننا: أي أَنْصِباءَنا من الغنيمة.
(٢) سورة البقرة: ٢٢٦ {فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
وجاء في المفردات للراغب: (فيأ) / ٣٨٩: الفِىْء والفَيْأَةُ: الرجوعُ إلى حالة مَحمُودَةٍ قال تعالى: {فَإِنْ فَاءُوا}، ومنه: فاءَ الظِّلُّ، والفَىْء لا يُقال إلّا للراجع منه، قال: {يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ} وقيل للغنيمة التي لا تَلحَقُ فيها مَشقَّةٌ فىء - قال بعضهم: سُمِّى ذلك بالفىْء الذي هو الظّلّ؛ تنبيها أنّ أشرفَ أَعراضِ الدنيا يَجرِى مَجْرَى ظِلٍّ زائل, قال الشاعر:
* إنّما الدُّنْيا كظِلٍّ زائل *
(٣) ن: "جاءت امرأة من الأنصار بابْنَتين لها، فقالت: يا رسولَ الله، هاتان ابْنَتَا فلان، قُتِل معك يوم أحُد، وقد اسْتفَاء عَمُّهما مَالَهما وميراثَهُما".
والقِصّة بتَمامِها في غَريبَ الخَطَّابى ٢/ ٨٠، ٨١.