للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتعالى، قال: "الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمثالهَا، والصَّوْمُ لىِ، وَأَنَا أَجزِى بهِ، يَذَر طعَامَه وشَرَابَه مَجرَاىَ".

: أي من جَرَّاىَ وَمِن أَجْلِى، اختَصَرَهُ وخَفَّفَهُ (١).

وَهذا في حَدِيث أبى هُرَيرَة في مَوَاضِع كذلك، فَلعَلَّه لُغَةٌ له.

وكذلك العَرَبُ تَختصِرُ مِن أَجل الذي بهذا المعنَى، كما تقدَّم ذِكْرُه.

(مجس) - في الحديث: "القَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هذه الأُمَّة"

قيل: إنّما جعَلَهم مَجُوسًا؛ لِمُضَاهاة مَذْهَبِهم مَذْهبَ المَجوسِ، في قولهم بالأصلَيْن، وهما النُّورُ والظُّلْمَةُ: يَزْعُمُونَ أنَّ الخَيْرَ (٢) مِنْ فِعْل النُّور، والشَّرَّ من فِعل الظُلْمة.

وكذلك القَدَرِيَّة يُضِيفُون الخَيْرَ إلى الله - عزّ وجلّ -، والشَّر إلى غَيرِه (٣). والله تعالى خالِقُهما، لا يكون شىءٌ منهما إِلَّا بمَشِيئَةِ الله - عزّ وجلّ -، فالأَمْرَان مُضافَان (٤) إليه، خَلْقاً وايجادًا، وإلى الفاعِلِين لهما عَمَلاً واكْتِسَاباً.

وقال الجَبَّان: المجُوس (٥) تَعرِيب "مَكُوشا" بلُغَتِهم.


(١) ن: وأصله: من جَرَّاىَ، فحَذَف النون وخفَّف الكلمة.
(٢) أ: "الجنة" والمثبت عن ب، جـ، ن.
(٣) ن: "إلى الإنسان والشيطان".
(٤) أ: "ينضافان" والمثبت عن ب، جـ، ن.
(٥) في المعرب للجواليقى/ ٣٦٨: مَجوسٌ: أعجمىَ، وقد تكلمت به العرب. وفي المعجم الوسيط: المجوس: قوم كانوا يعبدون الشمس والقمر والنار، وأطلق عليهم هذا اللقب منذ القرن الثالث للميلاد.