للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهذا يَدُلّ على أنَّ مَعْنَى ذِكْرِ اسْمِ الله عَزَّ وجَلَّ على الذَّبِيحَة في هَذه الآيةِ ليس باللِّسَان، وإنّما مَعْنَاه تَحرِيمُ ما لَيس بالمُذَكَّى من الحَيَوان، فإذا كَانَ الذَّابِح مِمَّن يَعتَقِد الاسم وإن لم يَذْكُر بلِسانِه، فَقَد سَمَّى.

قال عَبدُ الله بنُ يَزِيد المقرى: ذَكَّرتُه، من المَوعِظَة، وأذْكَرتُه (١) من النِّسْيان.

- في الحَدِيث: "كَانَ يَطُوف على نِسائِهِ، ويَغْتَسِل من كل وَاحِدَة وقال: إنه أَذْكَرُ" (٢).

: أي أَحدُّ، وذُكَرةُ السَّيفِ والرَّجُل: حِدَّتُهُما ٢).

(ذكا) - وفي الحَدِيثِ: "قَشَبَنى رِيحُها، وأَحرقَنِي ذَكَاؤُها".

الذَّكَاءُ: شِدَّة وَهَجِ النَّارِ، من ذَكَتِ النَّارُ، وأذكَيْتُها إذا أوقدتَها فحَيِيت ولاحَت.

والذَّكَاء: شِدَّةُ رَأئِحَةِ الشَّىْءِ وتَمَامُها.

- ومنه حَدِيثُ الحَجَّاج: "لقد فُرِرْتُ عن ذَكاء" (٣).

الذَّكَاءُ: الانْتِهاء في السِّنّ: أي أُصِبْتُ، وَوُجِدتُ تَامَّ السِّنِّ.

* * *


(١) في اللسان (ذكر): ذَكَرتُ الشَّىءَ بعد النِّسيان: وذَكَرتُه بلِساني وبِقَلْبِى، وتَذَكَّرتُه، وأَذْكَرتُه غَيْرِى وذكَّرته بمَعْنًى.
(٢) في ن: أنه كان يطوف في ليلة على نسائه، ويغتسل من كل واحدة منهن غُسْلاً، فَسُئِلَ عن ذلك؟ فقال: إنه أَذكَرُ".
(٣) من خطبة للحجاج في البيان والتبيين ٢/ ٣٠٩، وفي المعجم الوسيط (فرّ): فُرَّ فلان: جُرِّبَ واخْتُبِر قال الحجاج: "ولقد فُرِرْت عن ذكاء وفُتَّشْتُ عن تجربة".