للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ومن باب الحاء مع النون]

(حنتم) - في الحَدِيث: "نَهى عن الدُّبَّاءِ والحَنْتَم". (١)

ذكر الهَرَوِى (٢) تَفسِيرَ الحَنْتَم، وأما المَعْنَى في تَحريم ما فِيهِ، قال الحربِىُّ: له وجُوهٌ ثَلاثُة:

أَحدُها: أنها جِرَارٌ مزفَّتةٌ، والمُزفَّت يُعِين على شِدَّة ما نُبِذ فيه، فيَقرُب من المُسكِر، وإن لم يَبْلُغْه.

والثانى: أَنَّها جِرارٌ كانت تُحمَل فيها الخَمرُ، فنَهَى أن يُنْبذَ فيها مَخافَة أن لم يُنعَم غَسْلُها، فيكون فيها طَعمُ الخَمرِ ورِيحُها.

والثالث: أَنَّها جِرارٌ تُعمَل من طِينِ، عُجِن بالدَّم والشَّعَر، فَنَهَى عنها لِيمْتَنِع مَنْ يَعْمَلُها، وهذا قَولُ عَطَاء. وقيل: إنَّها خُضْر تَضرِب إلى الحمرة، ثم يقال للخزف كله حَنْتَم.


(١) في الحديث "نهى صلى الله عليه وآله وسلم عن الدُّبَّاء والحَنْتَم والنَّقِير والمُزَفَّت". "نَهَى عن الشُّرب في النَّقِيرِ والمُزَفَّت والحَنْتَم"، "وأباح أن يُشرَب في السَّقاء الموكى" انظر الفائق (دباء) ١/ ٤٠٦، غريب الخطابى ١/ ٣٦١، وصحيح مسلم ٣/ ١٥٧٧ - ١٥٨٤، وابن ماجه ٢/ ١١٢٧ بألفاظ مختلفة.
(٢) قال الهروى في الغريبين: "قال أبو عبيد: هي جرار كانت تُحمَل إلى المدينة فيها الخَمْر، ويقال للسَّحاب الكَثيرة الماء حَناتِم، لأنها شُبِّهت في صَبِّها المَطَر بالحَنَاتم إذا صُبَّ ما فيها.