(٢) وفي الفائق (كذب) ٣/ ٢٥٠، ٢٥١: وعن عمر - رضي الله عنه - "أنّ عَمرَو بن معد يكرب شكا إليه المَغَصَ، فقال: كَذَب، عَلَيكَ العَسَلَ، يريد العَسَلَانَ" والعَسَلَانُ: مشى الذئب. قال الزمخشرى: هذه كلمة مشكلة قد اضطربت فيها الأقاويل، حتى قال بعض أهل اللغة: أظنها من الكلام الذي دَرَج، ودرج أهلُه ومن كان يعلمه .. وقال الشيخ أبو على الفارسى: الكَذب: ضَرْب من القول، وهو نطق، كما أن القَولَ نُطْق، فإذا جاز في القول، الذي الكذِبُ ضربٌ منه أن يُتَّسَع فيه فيُجْعَلَ غير نُطْق في نحو قوله: .. قال بعضهم في قول الأعرابى وقد نظر إلى جَمَل نِضْو: كذَب عليك القَتّ والنَّوَى. معناه أنّ القَتَّ والنَّوَى ذكرا أنك لا تسمن بهما فقد كذبا عليك فعَلَيكَ بهما فإنك تَسْمَن بهما. وقال الزمخشرى ٣/ ٢٥٢: وعندى قَولٌ هو القَولُ، وهو أنها كلمة جرت مجرى المَثَل في كلامهم، ولذلك لم تُصَرّف، ولزمت طريقة واحدة في كونها فعلا ماضيا معلقا بالمخاطب ليس إلّا. وهي في معنى الأمر، كقولهم في الدعاء: رحمك الله. والمراد بالكَذِب الترغيب والبَعْث، من قول العرب: كذبَتْه نفسُه، إذا منَّته الأمانى، وخَيَّلَت إليه من الآمال =