للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعَابَ مسألةَ بَنىِ إسرائيل في قِصَّة البَقَرة، لَمَّا كان على سبيل التكَلُّف لِما لا حاجةَ بهم إليه، وقد كانت الغُنْية (١) وَقعَت بالبَيانِ المتقدّم فيها.

قال ابن عَبَّاس - رضي الله عنهما -: "فما زالوا يَسْألون ويَتعَنَّتون حتى غُلَّظَ عليهم"

فكُلُّ ما كان من المسَائِل على هذا الوَجْه فهو مكروه، فإذا وَقَعَ السُّكوتُ عن جَوابه، فإنّما هو رَدعٌ وزجرٌ للسائل، وإذا وَقَع الجَوابُ فهو عُقوبةٌ وتَغْلِيظ.

- في الحديث: "إن هَذِه المسائلَ كَدٌّ يكُدُّ بها الرجُل وَجْهَه"

يعني مَسألةَ الناس في أَيديِهم، والسَّائِل غَنيٌّ عنها.

- ومِثلهُ الحديثُ الآخر: "ما تَزَالُ المسألةُ بالعَبْد حتىَ يَلْقَى الله تعالى وما في وجهه مُزْعَةُ لَحْمٍ".

وقد يُتْرَك هَمزُه كما قال:

* سَالَتْ هُذَيلٌ رسولَ اللَّهِ فاحِشَةً *

وقد قُرِىءَ: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} (٢)، ومنه (٣) قوله: "فَسَلُوا".

- وفي الحديث: (٤) "كَرِه لكم كَثْرَةَ السُّؤَال"

فُسِّر على سُؤَالِ النَّاسِ أموالَهم، ولا حاجةَ به إليها، وعلى سُؤال ما لا يَعْنِيه من المَسائِل.

(سأم) - في الحديث: "إنَّ الله عزّ وجّل لا يَسْأَمُ حتى تَسْأَمُوا"

: أي لَا يَسْأَمُ إذا سَئِمْتُم.

وقيل: لَا يَتْرُك الثوابَ ما لم تَتْركوا (٥) العَملَ.


(١) أ: "الغيبة" والمثبت عن ب، جـ.
(٢) سورة المعارج: ١، وهي قراءة نافع وابن عمر (اللسان: سأل).
(٣) ب، جـ: "ومثله: فسلوا".
(٤) ن: ومنه الحديث: "أنه نهى عن كثرة السؤال".
(٥) ب، جـ: "ما لم يُتْرك العمل".