وهذا القَولُ إنما يَجِيء على مذهب الكُوفِيِّيِن دون البَصْرِيِّين لأَنَّهم يُجِيزُون أن يَبقَى بعد التَّرخِيمِ حَرفَان.
وحُجَّتُهم قولهم: يا ثُبَ في ترخيم يا ثُبَة، ويا ثَمُ في ترخيم يا ثَمُود.
وقال المتنبي: عُمَ ابن سليمان في ترخيم عُمَر.
وهذه الكلمة في حديث أبي هُرَيْرَة - رضي الله عنه - في صِفَةِ القِيامةِ والرُّؤْيةِ في آخر صَحيح مسلم وغيره:"يَقولُ الله تَعالَى: أَىْ فُلَ"
وفي كتاب السنة لابنِ أَبي عَاصِم هذا يقول:"أي فلان لِرَجُلٍ في الجَاهِلِيّة هل ذَكَرتَني"
وفُلانُ وفُلانَةُ كِناية عن الآدَمِيِّين فإن كَنيْتَ بهما عن غَيرِهم نحو الإبل والخَيْل ونَحوِهما أدخلتَ عليهما ألفَ التَّعْريف ولامَه، نحو الفُلان والفُلانة، ووزنه فُعْلَان محذوف اللام عند بَعضِهم، وفُعَال عند آخرين.
قال الجَبَّانُ: وقد يُقَال: فُلُ بنُ فُلْ: أي فُلانُ بنُ فُلان.
ويقال في النداء: يا فُلْ، وَيا فُلاَ: أي يا فُلَان.
(فلا) - في الحديث (١): "الفَلُوُّ الضَّبِيسُ"
: أي المُهْر الصَّغِير. والضَّبِيسُ: العَسِر الذي لم يُرَضْ.
(١) في الفائق (صبر) ٢/ ٢٧٨ جاء ضمن كتاب من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بنى نَهْد بن زيد: السلام على مَنْ آمن بالله ورسوله، يا بنى نَهْد في الوظيفة الفَرِيضَة، ولكم العارِضُ والفَرِيش، وذو العِنان الرَّكُوب، والفَلُوُّ الضِّبِيسُ .. - وجاء في الشرح: فَرضَت: هَرِمت، فهى فارض وفريضة، والعارض: التي أصابها كسر أو مرض، والفَرِيش: التي وضعت حديثا، والمراد أنا لا نأخذ المَعِيبَ منكم؛ لأن فيه إضرارا بأهل الصدقة، ولا ذات الضرَّ؛ لأن فيه إضرارا بكم، ولكن نأخذ الوَسَط. وذو العِنان: الفرس. والرَّكوب: الذَّلُول.