للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ومن باب الميم مع الصاد]

(مصر) - قوله عزَّ وجلَّ: {اهْبِطُوا مِصْرًا} (١)

إذا لم يُرِد (٢) مِصرًا بعينِه كان نِكرَةً، وجَاز نَصْبُه وَتَنوينُه، وَإذَا أُريدَ به المِصْرُ المعرُوف كان نَصْباً بِلا تَنْوِين، وقد قُرِىءَ بهما.

وقيل: سُمِّيتْ مِصْرُ باسْم بَعضِ أَولادِ نُوحٍ عليه الصلاة والسّلام، كان مالِكَهَا (٣).

وقيل: لأَنَّه حَدٌّ بَين البَرَّ والبَحْرِ.

والمِصْرُ: الحَدُّ، والجَمْعُ: مُصُورٌ. واِلمصْرُ: اسمٌ لِكُلِّ بَلَدٍ مجموع الأَقطَارِ والحُدودِ، وهو في الأصْلِ: اسمٌ للمَمصُورِ؛ أي المضمُوم، مثلُ النِّقْضِ والنِّكثِ للمنْقُوضِ والمنكُوثِ.

وقيل: هو اسمٌ لكُلِّ كُورَةٍ يُقسَمُ فيها الفَئُ والصَّدَقات وتُقامُ فيها الحُدُودُ. وتُغْزَى منه الثُّغُورُ.

- (٤ في حديث الحَسن: "ما لم تَمْصُر"

: أي تَحْلُبْ بِإصْبَعَين، أراد أَن تَسْرِقَ اللَّبَنَ ٤).


(١) سورة البقرة: ٦١، الآية: {قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ}.
وفي المفردات للراغب/ ٤٦٩: قوله تعالى: {اهْبِطُوا مِصْرًا} فهو البلد المعروف، وصرفه لِخفَّته، وقيل: بل عَنَى بَلدًا من البُلدانِ.
(٢) ب، جـ: "مصر" دون تنوين، والمثبت عن أ.
(٣) أ، ج: "كان ملكها" والمثبت عن ب.
(٤ - ٤) سقط من ب، جـ، والمثبت عن أ، ن.
وفي الفائق (بسر) ١/ ١٠٩: "سألت الحَسَن عن كسبِ التَّياَّس "صاحب التيس" فقال: لا بأسَ به، ما لم يَبْسُر ولم يَمْصرُ" هو أن يَحمِل على الشَّاةِ غير الصارف، والناقة غير الضَّبِعَة - والمَصْر: أن يَحلُب بإصبعين، أراد ما لم يَسْتَرِق اللَّبَن.