للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الطَّحاوى: وهو عِندنَا على خِلاف ما قاله أبو عُبَيْد، بل هو على نِسبَتِهِم إيَّاهم إلى رئيسٍ لهم يقال له: أَرِيس، فيقال في نَصْبه وجرّه: الأرِيسِيِّين، وفي رفعه الأرِيسيُّون، كالنِّسبة إلى يَعْقوب: يَعقُوبِيُّون، فأَمَّا إذا أردت الجَمْع للأَعْداد قلت: (١ الأَرِيسون كاليَعْقُوبِين وذكر بَعضُ أهلِ المعرفة بِهَذه المَعانى، أنَّ في رَهْطِ هِرَقْل فِرقةً تُعرَف: بالأرُوسِيّة، تُوحِّد اللهَ تَعالَى، وتَعتَرف بعُبُودِيَّةِ المَسِيحِ، ولا تَقول فيه ١) شيئاً مِمَّا يقَولُه النصارى، فإذا كان كذلك جاز أن يُقالَ لهم: الأريسِيّون، وجاز أن يكون هِرقلُ على مِثْل ما هِىَ عليه، فِلهذَا قال: "يُؤتك اللهُ أجرَك مَرَّتين".

كما قال في حَديثِ أبى مُوسَى: فِيَمن لهم أجرُهم مَرَّتَيْن "رجل آمَنَ بنَبِيِّه، ثم آمَنَ بمُحَمِّد - صلى الله عليه وسلم -، وهذَا في النَّصارى خاصَّة مَنْ بَقِى منهم على دِينِ عيسى، عليه الصلاة والسلام، لم يُبدِّل، دُونَ اليَهُود، فإنّ دِينَهم نُسِخَ بعِيسى عليه الصلاة والسلام.

وقال غَيرُه: إنهم أتباعُ عبدِ الله بنِ أُريس: رجل كان في الزَّمَن الأَوَّل فبَعَثَ الله تَعالَى إليهم نَبِيًّا فَقَتَله هذا الرَّجلُ وأشياعُه، وكأنه قال: عَليكَ إِثمُ الذين خالَفُوا نبِيَّهم.

وقيل: الِإرِّيسُون: المُلوكُ، واحِدُهم إِرِّيسٌ على فِعِّيل، وهو الأَجيِر أيضا، من الأَضْداد، والمُؤرَّس: مَن استعمَله الِإرِّيس.


(١ - ١) سقط من ب، جـ.